أئمة السلف رحمهم الله تعالى قالوا كلاماً عاماً، قالوا: من قال بخلق القرآن فهو كافر! لأن القول بخلق القرآن من القضايا الكفرية؛ لأنه من تأويل الصفات وتأويل الصفات كفر، ويجب على الإنسان أن يحذره، لكن ليس كل من قال بشيء من هذا يكون كافراً بعينه إلا بعد توفر شروطه وانتفاء موانعه، فلو أنه قالها متأولاً وهو صادق في تأويله فقد يكون معذوراً ولا يكفر، ولو أن شخصاً آخر قالها راداً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومكذباً به لكان كافراً، ولهذا فإن أئمة الأمة الإسلامية ما كفروا كل من قال بخلق القرآن؛ بل قالوا: من قال بخلق القرآن فهو كافر، لكن ما كفروا أحداً بعينه، وإنما ورد عن بعض السلف تكفير معينين؛ سئل عن فلان المعروف برده للنصوص وببدعته وبغير ذلك، فقال: فلان كافر، فكفره لصفات ولأمور استقرت عنده بأن هذا الشخص غير معذور، وأنه كافر؛ لهذا فالقول بتكفير المعتصم أو المأمون يدخل ضمن هذه القاعدة، فالذي يظهر -والله أعلم- أنه لا يكفر؛ لأنه متأول.