ثم انتقل المصنف إلى قضية أخرى لها علاقة بالصفات، لكنها قضية مستقلة، فقال رحمه الله تعالى:[فصل: والمؤمنون يرون ربهم بأبصارهم، ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه] .
في هذا الفصل ذكر المصنف قضية من قضايا عقيدة أهل السنة والجماعة، ألا وهي إثبات رؤية المؤمن لربه، وأن الله يرى، وهذا لا يخالف فيه أحد إلا الجهمية الغلاة.
والمقصود بقوله:(بأبصارهم) أنهم يرونه رؤية حقيقية، وليست رؤية قلب، ولا رؤية فؤاد، ولا رؤية تعقل وتفكر، وإنما هي رؤية عيانية بصرية، فالمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة، ويرون ربهم أيضاً في الجنة، نسأل الله العظيم الكريم من فضله.
وأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الرؤية ويقررونها، وقد ذكروا هذه العقيدة وأدلتها في جميع كتب أهل السنة والجماعة، ولم يؤلف أحد في العقيدة قديماً وحديثاً إلا وذكر قضية الرؤيا، وأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل، وقد دل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأحاديث الواردة في الرؤية متواترة، وقد أفرد لها بعض العلماء مؤلفات، فممن أفرد لها الإمام الدارقطني رحمه الله تعالى؛ فإن له كتاباً اسمه (الرؤية) ، وهذا الكتاب مطبوع، وأيضاً ممن أفرد لها كتاباً الآجري؛ فإنه كتب كتاباً اسمه:(التصديق بالنظر إلى الله في الآخرة) ، وهذا الكتاب أيضاً مطبوع، وغيرهم ذكروا الرؤية ضمن كتب عقائد أهل السنة والجماعة.