سبق أن ذكرنا المحكم والمتشابه، وذكرنا أن القرآن فيه ذلك، كما قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران:٧] .
وسبق أن بينا أن القرآن كله محكم الإحكام العام، وكله متشابه، أي: يشبه بعضه بعضاً، وفيه آيات محكمات ومتشابهات، وقلنا: إن التشابه أمر نسبي، بمعنى: أنه قد يشتبه على بعض الناس، لكن قد لا يشتبه على الآخرين، وقد سبق أن وضحنا هذه القضية.
ثم قال:[وناسخ ومنسوخ] .
قال الله تعالى:{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة:١٠٦] .
والمنسوخ ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما نسخت تلاوته وأحكامه.
القسم الثاني: ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
القسم الثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته.
وتحصيل هذا في كتب علوم القرآن.
ثم قال:[وخاص وعام] .
أي: أن فيه آيات خاصة بالنبي، وفيه آيات خاصة بالقضية الفلانية، وفيه آيات تأتي للعموم، وهذا واضح جداً.