[وصية الأوزاعي رحمه الله باتباع آثار السلف وترك آراء الرجال]
ثم نقل كلمة الإمام الأوزاعي فقال:[وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه] .
وهو أحد الأئمة المشهورين، وله فقه عظيم، وهو من أئمة التابعين المشهورين رحمه الله تعالى، متوفى سنة (١٥٧هـ) .
يقول:[عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس] .
وهذه وصية لجميع العلماء، فقوله:(عليك) أي: الزم، (بآثار من سلف) أي: آثار السلف رحمهم الله تعالى، (وإن رفضك الناس) أي: وإن ابتعد عنك الناس أو رفضوا مقالك أو رفضوا منهجك أو رفضوا طريقتك فلا تعبأ بهم، فما دمت سائراً على منهج السلف فلا تعبأ بهؤلاء.
ثم قال:[وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول] .
أي: إياك أن تجعل معتمدك آراء الرجال ولو زخرفوه وحسنوه بالعبارات المنمقة وغيرها، وتترك الكتاب والسنة.
لكن آراء الرجال إذا كانت شارحة أو موضحة لمنهج السلف الصالح فإن الاطلاع عليها مما يعين على ذلك؛ لكن إذا كانت آراء الرجال وزخرفتهم للقول وتنميقهم له مخالفة لما ورد من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاحذر ذلك حذراً شديداً.