ذكرت أنه لا يجوز أن يقول الإنسان: لو فعلت كذا لما حدث لي كذا، فإذا رسب -مثلاً- عن إهمال منه هل يجوز أن يقول: لو اجتهدت لنجحت؟ وما القول الصحيح في مثل هذا الموقف؟
الجواب
المشكلة هي فيما إذا كانت (لو) للاعتراض على القدر، وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم لما ساق الهدي في الحج -ومعلوم أن من ساق الهدي لا يجوز له أن يحل حتى ينحر هديه- قال للصحابة الذين لم يسوقوا الهدي:(أكملوا عمرتكم، وحلو) يعني: تمتعوا بالعمرة إلى الحج، فالصحابة قالوا له: وأنت يا رسول الله؟! قال صلى الله عليه وسلم:(لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة) ، يعني: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما عقدت الهدي معي من هناك، ولجئت بلا هدي، ثم أكملت عمرتي، ثم يوم العيد أنحر هدياً بمكة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:(لو استقبلت أمري ما استدبرت ما سقت الهدي) ، فـ (لو) الممنوع منها ما كان اعتراضاً على قدر الله سبحانه وتعالى، وذلك مثل إنسان أصيب بمصيبة فبدأ يتحسر ويقول: لو أنني فعلت كذا ما حدث كذا، ولهذا من رسب في الامتحان فقال اعتراضاً على القدر لم يجز، لكن إذا كان من باب العبرة والعظة فهو صحيح، كأن يقال له: لو فعلت السبب وذاكرت لنجحت.