رحمه الله، لقد كان فقيهًا عالمًا، عابدًا، زاهدًا، سخيًّا، شجاعًا، شاعرًا. ولعمار بن الحسن يمدحه:
إذا سار عبد الله من مَرْوَ ليلةً ... فقد سار عنها نُورها وجَمَالها
إذا ذُكر الأخيار من كلِّ بلدةٍ ... فهم أنجمٌ فيها وأنت هِلالُها
وقال المُعْتَمِر بن سُلَيْمَان: ما رأيت مثل ابن المُبَارَك، نُصِيبُ عنده الشيء الَّذي لا يصاب عند أحد.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: حدَّثني ابن المُبَارَك، وكان نسيج وحده.
قال نُعَيْم: وقلت لابن مهدي: أيهما أفضل عندك ابن المُبَارَك أو الثَّوْريّ؟ فقال: ابن المُبَارَك، فقلت: إن النَّاس يخالفونك، فقال: إن النَّاس لم يُجَرِّبوا، ما رأيت مثل ابن المُبَارَك.
وقال أبو عثمان الكِلَابِيّ: قال لي الأَوْزَاعي: رأيتَ ابن المُبَارَك؟ قلت: لا، قال: لو رأيته لقرت عينك.
وقال أبو إسحاق الفَزَارِيّ: ابن المُبَارَك إمام المسلمين.
وقال أسامة: ابن المُبَارَك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في النَّاس.
وقال أبو حاتم: ابن المُبَارَك ثقة إمام.
وقال أحمد بن حَنْبَل: لم يكن في زمان ابن المُبَارَك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن، وإلى مصر، وإلى الشَّام، والبصرة، والكوفة، وكان من رواة العلم، وأهل ذلك، كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمرًا عظيمًا ما كان أحدٌ أقل سقطًا منه، كان يحدِّث من كتاب، كان رجلًا صاحب حديث حافظًا.