إلا أنه نبَّه على أن استقصاء ذلك متعذِّر بسبب اختلاف نُسخ هذه الكتب؛ فقد يوجد في بعض النسخ من الأحاديث ما لا يوجد في الكتب الأخرى، وقد يختلف سياق الإسناد من كتاب لآخر، بالإضافة إلى كثرة رجال هذه الكتب؛ فقد يشذ على الباحث بعض ذلك، يقول المقدسي: "غير أنه لا يُمْكِن دعوى الإحاطة بجميع من فيها؛ لاختلاف النُّسَخ، وقد يَشُذُّ عن الإنسان بعد إمعانِ النَّظَرِ وكَثْرَةِ التَّتَبُّع ما لا يَدْخُلُ في وُسْعِهِ، والكمال لله -عَزَّ وَجَلَّ-، ولكتابه العزيز".
٣ - وقد بيّن الحافظ المقدسي في مقدمته سبب اختياره لهذه الكتب دون
غيرها في خدمة أسانيدها، فقال:
"ولا يَشُذُّ عن هذه الكُتُب من الصَّحِيح إلا اليسير، وكذلك من ثِقَاتِ المُتقدمين".
٤ - بعد أن قام الحافظ المقدسي بجمع أسماء الرجال الواردة في هذه الكتب، قام بالرجوع لكتب التواريخ والرجال للترجمة لهم، كل ذلك مع الاختصار، فأفرد هذه الأسماء، ثم ذكر في كل ترجمة أسماء شيوخ المترجَم لهم، ثم أسماء تلامذته، ثم أهم ما قيل فيه من جرح وتعديل، ثم سَنَة وفاته، ثم يختم ذلك بذكر من أخرج له من أصحاب الكتب الستة، يقول المقدسي:
"وقَدَّمْنَا من أحوالهم حَسْبَ الطَّاقة، ومبلغ الجُهْد، وحَذَفْنَا كثيرًا من الأقوال والأسانيد طَلَبًا للاختصار؛ إذ لو استوعبنا ذلك لكان الكتابُ من