وقال بشر بن عمر: سألت مالكًا عن رجل؟ فقال: رأيتَه في كتبي؟ قلت: لا. قال: لو كان ثقة لرأيتَه في كتبي.
وبه: ثنا إسماعيل، ثنا نصر بن علي، ثنا حسن بن عروة، عن مالك قال: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة فحدثنا نيفًا وأربعين حديثًا، قال: ثم أتيناه من الغد فقال: انظروا كتابي حتى أحدثكم منه، أرأيتكم ما حدثتكم به أمس، أي شيء في أيديكم منه؟ فقال ربيعة: هاهنا من يرد عليك ما حدثت به أمس. وقال: ومن هو؟ قال: ابن أبي عامر. قال: هات. فحدثتُه أربعين حديثًا منها. فقال الزهري: ما كنت أقول أنه بقي أحد يحفظ هذا غيري.
وقال ابن لهيعة: قدم علينا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن سنة ست وثلاثين ومئة، فقلنا له: مَنْ بالمدينة اليوم يفتي؟ قال: ما ثَمَّ مثل فتى من ذي أَصْبَح يقال له: مالك بن أنس.
أخبرنا أبو طاهر السِّلَفي كتابةً، أنا علي بن المشرف من أصل سماعه، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن نصر البخاري الحافظ، أنا أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي الحافظ، أنا الفضل بن عبد الله الهاشمي المقدسي بها، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، حدثني خلف بن عمر قال: كنت عند مالك فأتاه ابن أبي كثير قارئ المدينة فناوله رقعةً فنظر فيها مالك ثم جعلها تحت مُصَلَّاه، فلما قام من عنده ذهبت أقوم، فقال: اجلس يا خلف، وناوَلَني الرُّقعة، فإذا فيها: رأيتُ الليلة في منامي كأنه يقال لي: هذا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المسجد، فأتيت المسجد فإذا ناحية القبر قد انفرجت، وإذا رسول الله جالس والناس حوله يقولون له: يا رسول الله،