للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويرثُ ويورثُ إن استهلَّ صارخًا، أو عطَسَ، أو بكى، أو رضَع، أو تنفَّسَ، لا إن اختلجَ فقط.

والخنثى

(ويَرِثُ) المولود (ويورثُ إن استهلَّ صارخًا) نصًّا، لحديثِ أبي هريرةَ مرفوعًا: "إذا استهلَّ المولودُ صارخًا وَرِثَ" رواه أحمدُ وأبو داود (١). والاستهلالُ: رفعُ الصوت (٢)؛ فـ "صارخًا" حالٌ مؤكدةٌ (أو عطَسَ، أو بكى، أو رضع أو تنفَّسَ) وطال زمنُ التنفس، أو وجِدَ منه ما يدل على حياةٍ، كحركةٍ طويلةِ (لا إن اختلج (٣) فقط) قال الموفق: ولو عُلِمَ مع حركةِ يسيرةٍ حياةٌ، لأنَّه لا يعلم استقرارها؛ لاحتمالِ كونِها كحركةِ مذبوحٍ. وإن ظهر بعضُه فاستهلَّ ثمَّ انفصل ميتًا، فكما لو لم يستهلَّ؛ فلا يرثُ ولا يورث (٤).

(وَالخُنْثَى) من له شكْلُ ذَكَرِ رجلٍ وفرجُ امرأة، أو ثقبٌ (٥) في مكانِ الفَرْجِ يخرجُ منه البول. ويُعتبرُ أمرُه ببولِه من أحدِ الفرجين، فإن بال منهما، فَبِسبْقه (٦)، فإن خرج


(١) "سنن" أبي داود (٢٩٢٠)، ولم نقف عليه عند أحمد.
وأخرج الترمذي (١٠٣٢)، والنسائي في "الكبرى" (٦٣٢٤)، وابن ماجه (٢٧٥٠) من طرق عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "إذا استهل الصبيُّ، صلّي عليه، وورث".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٦٣٢٥) عن جابر موقوفًا. وقال: وهذا أولى بالصواب.
وقال الترمذي: هذا حديث قد اضطرب الناس فيه فرواه بعضهم عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي مرفوعًا.
وروى أشعب بن سوَّار وغير واحد، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفًا. وروى محمد بن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر موقوفًا، وكأنَّ هذا أصح من الحديث المرفوع. وينظر "فتح الباري" ١١/ ٤٨٩.
(٢) "المصباح المنير" (هلل).
(٣) أي: اضطرب وتحرَّك. "القاموس المحيط" (خلج).
(٤) نقله عنه المرداوي في "الإنصاف ومعه المقنع والشرح الكبير" ١٨/ ٢١٤.
(٥) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: أو ثقب. هذا ليس بخنثى، بل في حكمه. انتهى. تقريره".
(٦) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: فبسبقه، أي: فيعتبر الأسبق من الفرجين. انتهى. تقريره".