للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

والغُسْلُ الكاملُ: أنْ ينويَ، ثُمَّ يسمِّيَ،

ويتيمَّمُ للكلِّ لحاجة، ولما يُسَنُّ له الوضوءُ لعُذْرٍ. ولا يُسَنُّ غُسْلٌ لدخولِ طَيْبَةَ، ولا لحجامةٍ، وبلوغٍ، وكلِّ اجتماع.

[فصل في صفة الغسل]

(والغُسْلُ) إمَّا كاملٌ وإمَّا مُجزِئٌ.

(فالكامل) المشتملُ على الواجباتِ والسُّنَن: (أن ينويَ) أي: يقصدَ رفعَ الحَدَثِ الأكبر، أو استباحةَ نحوِ صلاةٍ (ثُمَّ يسمِّي) فيقول: باسم الله، لا يقومُ غيرُها مَقامها.

(ويتيمَّمُ للكلِّ) أي: لكلِّ الأغسالِ المستحبَّة في الأصحِّ، استحبابًا؛ لأنَّ للبدل حكم المبدل.

(لحاجة) وهي: عدمُ الماء، أو تعذُّر استعمالِه؛ لعدوٍّ، أو فقدِ آلةٍ يستقي بها من البئر، أو نحو ذلك من كلِّ ما يبيحُ التيمُّمَ.

(ولما يُسَنُّ له الوضوءُ) كقراءةٍ، وتدريسِ علمٍ، ونحوِ ذلك.

(لعُذْرٍ) والعذرُ هو الحاجةُ المتقدِّمَةُ، ولعلَّ الشارحَ -رحمهُ الله تعالى- غاير بين العبارتين؛ للتفنُّنِ في التعبير، وعدم التكرار.

(فصل في صفة الغسل) لمَّا فرغَ من الكلامِ على الغُسْلِ الواجبِ والمستحبِّ، شَرَع في بيانِ صفتِه، إذ العلمُ بالصفةِ متأخِّرٌ على العلمِ بالموصوفِ، فقال: "فصلٌ في صفةِ الغُسل"، وينقسمُ إلى قسمين، كاملٍ ومُجزئ:

(فالكامل) الفاء لتفصيل المجمل، أي: واجبًا كان أو مستحبًا، وسمي كاملًا؛ لاشتماله على السُّننِ والواجبات.

(أن ينوي) من يَصِحُّ منه الغُسْلُ رفعَ الحدثِ، أو استباحةَ ما تجبُ لهُ الطهارةُ، وأمَّا الميتُ والمجنونُ، فيُنوَى عنهما إذا غُسِّلا. دنوشري.

(ثُمَّ يسمِّي) بأنْ يقولَ: بسم الله. بعدَ أنْ ينوي.