للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب ما يُفسِدُ الصوم

يَفْسُد صومُ من أكلَ، أو شربَ، أو استَعَطَ، أو احتقنَ، أو اكتحَلَ بما وصل إلى حَلْقِه، أو أدخلَ جوفه شيئًا من (١) أي محلٍّ كان، أو استقاءَ، فقاء،

[باب ما يفسد الصوم]

(باب) بالتنوين لفظًا، والمعنى على الإضافة، أي: هذا بابُ (ما يُفْسِدُ الصومَ) ويوجبُ (٢) الكفارة.

(يَفسُدُ صومُ من أكلَ، أو شرِبَ، أو استَعَط (٣)) بدُهنٍ أو غيره، فوصَلَ إلى حَلقِه أو دِماغه (أو احتقَنَ (٤) أو اكتحَلَ بما وصلَ) أي: بما عَلِمَ وصولَه (إلى حَلْقِه) لرطوبته أو حِدّتِه، من كُحلٍ، أو صَبِر (٥)، أو قُطُورٍ، أو ذَرُورٍ (٦)، أو إثمدٍ (٧) كثيرٍ، أو يسيرٍ مطيّبٍ؛ لأنَّ العينَ مَنْفَذٌ، وإنْ لم يكن مُعتادًا.

(أو أدخلَ جَوفه شيئًا من أي محل كان) غير إحليلِه، فسدَ صومه.

(أو استقاءَ) أي: استدعى القيءَ (فَقَاء) فسدَ صومُه؛ لقوله : "من استقاءَ عَمدًا فليَقضِ" حسّنه الترمذيُّ (٨).


(١) في المطبوع: "في".
(٢) في (م): "وما يوجب".
(٣) استعط: إذا جعل في أنفه سعُوطًا، بفتح السين. والسَّعوط: ما يُجعل في الأنف من الأدوية. "المطلع على أبواب المقنع" ص ١٤٧.
(٤) قال الجوهري: الحقنة: ما يحقن به المريض من الدواء. وقد احتقن الرجل، أي: استعمل ذلك الدواء من الدبر."المطلع على أبواب المقنع" ص ١٤٧.
(٥) الصّبر: الدواء المرُّ، بكسر الباء في الأشهر، وسكونها لتخفيف لغةٌ قليلة. "المصباح المنير" (صبر).
(٦) الذرور: نوع من الطيب. قال الزمخشري: هي فتاتُ قصب الطيب، وهو قصب يؤتى به من الهند. "المصباح المنير" (ذرر).
(٧) الإثمد، بكسر الهمزة والميم: الكحل الأسود. "المصباح المنير" (ثمد).
(٨) "سنن" الترمذي (٧٢٠)، وأخرجه أيضا أبو داود (٢٣٨٠)، والنسائي في "الكبرى" (٣١١٧)، وابن ماجه (١٦٧٦)، وأحمد (١٠٤٦٣) عن أبي هريرة . قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي ولا يصح إسناده. اهـ. وقال البخارى في "التاريخ الكبير" ١/ ٩١ - ٩٢: لا يصح. وقال الدارقطني في "سننه" عقب الحديث (٢٢٧٣): رواته كلهم ثقات. اهـ. ووثق رجاله عبدُ الحق الإشبيلي في"الأحكام الوسطى" ٢/ ٢٢١.