للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الصداق]

يسنُ تخفيفُه وتسميتُه في العقدِ،

كتاب الصَّداق

يقالُ: أصدْقتُ المرأةَ، ومهْرتُها، وأمهرتُها: وهو عِوضٌ يُسمَّى (١) في النكاحِ أو بعدَه.

(يُسَنُّ تخفِيفهُ) أي: الصَّداق؛ لحديثِ عائشةَ مرفوعًا: "أعظمُ النِّساءِ بركةً أيسرُهنَّ مؤونةً" رواهُ أَبو حفصٍ بإسنادِه (٢).

(و) تُسنُّ (تَسْميتُه في العقْدِ) لقطعِ النزاعِ؛ وليست تسميتهُ شرطًا؛ لقوله تعالى: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٦] وسُنَّ أنْ يكونَ من أربعمئةِ درهمٍ -وهي صَداقُ بناتِ النبيَّ إلى خمسمئةِ درهمٍ، وهو صداقُ أزواجهِ (٣).


(١) في (ح): "سمي".
(٢) وأخرجه أحمد (٢٥١١٩)، والنسائي في الكبرى (٩٢٢٩)، وابن أبي شيبة ٤/ ١٨٩ والبيهقي في "الكبرى" ٧/ ٢٣٥ عن يزيد بن هارون، عن حمَّاد بن سلمة، عن ابن سخبرة، عن القاسم بن محمد، عنها، به. وأخرجه الحاكم ٢/ ١٧٨ وعنه البيهقي لكن وقع عندها عمرو بن طفيل بن سخبرة" وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٤/ ٢٥٥: رواه أحمد والبزار، وفيه: ابن سخبرة يقال: اسمه عيسى بن ميمون، وهو متروك. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ٥٩٢: ابن سخبرة، عن القاسم، وعنه حماد بن سلمة لا يعرف. ويقال: هو عيسى ابن ميمون. وللحديث شواهد أخرى. ينظر "إرواء الغليل" ٦/ ٣٤٨ - ٣٥٠.
(٣) أخرج مسلم (١٤٢٦) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: سألت عائشة زوج النبي : كم كان صداق رسول الله ؟ قالت: كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشًّا. قالت: أتدري ما النش؟ قال: قلت: لا. قالت: نصف أوقية فتلك خمس مئة درهم. فهذا صداق رسول الله لأزواجه. والحديث أخرجه أَبو داود (٢١٠٥)، والنسائي ٦/ ١١٦، ١١٧، وابن ماجه (١٨٨٦)، وأحمد (٢٤٦٢٦).
وأخرج ابن ماجه (١٨٨٧) عن عمر بن الخطاب أنه قال: لا تغالوا صداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أولاكم وأحقكم بها محمد ، ما أَصدق امرأة من نسائه، ولا أُصدِقت امرأةٌ من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية … الخبر.