للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باب السَّلَم

يصحُّ بلفظِه، ولفظِ سَلَفٍ وبَيعٍ.

وشروطُه سبعة: أحدها: انضباطُ صفاتِه، كمَكِيْلٍ وموزونٍ ومذروعٍ، فلا يصحُّ في معدودٍ مختلفٍ كفواكهَ

باب السَّلَم

هو لغةُ أهلِ الحجازِ، والسَّلَفُ لغةُ أهل اِلعراقِ، وسُمِّيَ سلَمًا؛ لتسليمِ رأسِ المالِ في المجلسِ، وسَلَفًا؛ لتقديمه.

والسَّلَمُ شرعًا: عقدٌ على موصوفِ في ذِمَّةٍ، مؤجَّلٍ بثمنٍ مقبوضٍ بمجلسِ عقْدٍ.

وهو جائزٌ بالإِجماعِ؛ لقوله : "من أسلفَ في شيءٍ، فلْيُسَلفْ في كيْلٍ معلومٍ [ووزنٍ معلومٍ] إلى أجلٍ معلومٍ) متَّفقٌ عليه (١).

و (يصحُّ) السَّلَمُ (بلفظهِ) كأسْلَمْتُك هذا الدينارَ في كذا من القمحِ. (و) يصحُّ بـ (لفظِ سَلَفٍ) كأسْلَفْتُكَ كذا في كذا؛ لأنَّهما حقيقةٌ فيه، إذ هما اسم لبَيعٍ عُجِّلَ ثمنُه وأُجِّلَ مُثْمَنُه. (و) يصحُّ بلفظِ (بيعٍ) وكلِّ ما ينعقدُ به البيعُ؛ لأنَّ السَّلَمَ نوعٌ منه.

(وشروطُه) أي: السَّلَمِ الزائدةُ على شروطِ البيعِ (سبعةٌ):

(أحدُها): كونُ (٢) مسلَمٍ فيه ممَّا يمكنُ (انضباطُ صفاتِه) التي يختلفُ الثمنُ باختلافِها كثيرًا؛ لأنَّ ما لا يمكنُ ضبطُ صفاتِه يختلفُ كثيرًا فيفضي إلى المنازعةِ، فالمنضبط (٣) (كمكيلٍ) من حبوبٍ وثمارٍ، وخلٍّ ودُهنٍ ولبنٍ ونحوِها (و) كـ (موزونٍ) من قطنٍ وحريرٍ وصوفٍ ونحاسٍ ونحوِها (و) كـ (مذروعٍ) من ثيابٍ وخيوطٍ (فلا يصحُّ) السَّلَمُ (في معدودٍ مختلفٍ كفواكهَ) كرمَّانٍ وخوخٍ؛ لأنَّها تختلفُ بالكِبَرِ والصِّغَرِ


(١) البخاري (٢٢٤)، ومسلم (١٦٠٤)، وهو عند أحمد (١٩٣٧) من حديث ابن عباس ، وما بين حاصرتين استدركت من (م) والمصادر.
(٢) في الأصل و (س): "كونه".
(٣) في (م): "فالمنغبط".