للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باب

التيمُّمُ

باب التيمُّم

(باب) بالتنوين، أي: هذا باب يُذْكر فيه شيءٌ من أحكام التيمم.

(التيمُّمُ) لغةً: القصد.

(باب. بالتنوين) خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ، تقديرُه: هذا بابٌ. ويصح عكسُه.

لما فرغَ المؤلفُ من الكلام على الطَّهارة الواجبةِ بطريق الأصالةِ، عقبه بذِكر ما يجبُ على سبيل البدلِ، وهو التيمُّم. وإنما قدّم المسحَ على الخف، فذكره تلوَ صفةِ الوضوء، مع كونه بدلًا عن غَسل الرجلين؛ لاختصاصه بالوضوء بخلاف التيممِ، فإنه يكونُ بدلًا عن الوضوءِ والغُسل.

(التيممُ لغةً: القصدُ) قال تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النساء: ٤٣] أي: اقصِدوا. وقال تعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٧] وقال تعالى: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ [المائدة: ٢] أي: قاصدين. قال الشاعر (١):

وما أدري إذا يممتُ أرضًا (٢) … مريدَ (٣) الخيرِ أيُّهما يليني

أألخيرُ الذي أنا أبتغيه … أم الشر الذي هو يبتغيني

وهو ثابت بالكتاب والسنة. أما الكتابُ، فقولُه تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: ٦] وأمّا السنة، فقولُه : "الصعيد الطيب طهورُ المسلمِ وإنْ لم يجد الماءَ عشرَ سنين، فإذا وجدتَ الماءَ، فأمسَّه جِلدَك". أخرجه أبو داودَ والنسائي (٤)، ولما


(١) هو المثقب العبدي، والبيتان في "ديوانه" ص ٢١٢ - ٢١٣.
(٢) في "الديوان": "وجهًا".
(٣) في "الديوان": "أريد".
(٤) "سنن" أبي داود (٣٣٢)، و"سنن" النسائي ١/ ١٧١. وهو عند أحمد (٢١٣٧١)، وسيأتي ص ٤٣١.