للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحمدُ للهِ الذي شرَّف هذه الأمةَ بإقامةِ الأَحكام، ووفَّق فرقةً منها لتدوين الفروع مِن الأُصول بإحكامٍ، وفقَّهَهُمْ في دِينِه القَويمِ، وسَلَكَ بهمُ الصراطَ المستقيمَ، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمَّدٍ منبعِ الوجودِ (١)، وعلى آلهِ وصحبِه المقتَدِي بهم كلُّ موجودٍ.

أما بعدُ:

فيقولُ فقيرُ رحمةِ ربِّه العليِّ [أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ بن عوضٍ] (٢) المقدسيُّ الحنبليُّ: قد طَلب مني بعضُ الأعزَّةِ عليَّ الذي لا يَسعُني مخالفتُه حين مطالعتِه لديَّ، أَن أَجْمعَ تقييداتٍ على "هدايةِ الراغب لشرحِ عُمدةِ الطالبِ" لعلَّامةِ زمانِه، وفريدِ عصرِه وأَوانِه، خاتمةِ المحقِّقين، كنزِ النُّحاةِ والمُعْرِبين، عُمدَةِ الفقهاءِ والمحدِّثين، مَن هو عَن الشهرةِ والثناء جَلِيٌّ، الشيخ عثمانَ بنِ أحمدَ بنِ سعيدٍ النَّجْديِّ الحنبليِّ، أفاض اللهُ عليَّ وعلى أحِبَّتي مِن بركاتِه، وأَذاقنا حلاوةَ تحقيقاتِه، فاستخرتُ اللهَ العظيمَ، وتوسَّلتُ إليهِ بنَبيِّه الكريمِ (٣)، وجَرَّدْتُ هوامشَ بخطّ الوالدِ على ذلك الشرحِ، وزِدْتُ عليها ما يسَّره اللهُ من الفوائدِ الغنيةِ عن الشرحِ، وسمَّيتها بـ "فتحِ مُوْلِي المَواهِبِ على هِدايَة الراغبِ لشرحِ عُمْدَةِ الطَّالبِ"، وعلى اللهِ أعتمدُ، ومِن أحبابِه المُقرَّبينَ أستمدُّ، وأرجو بذلك مزيدَ الثوابِ، والتمتعَ بدارِ النعيمِ مِن غيرِ عِتابٍ.


(١) الله هو خالق كل شيء ومبدعه وفاطره. وعبارة الفتح هذه من العبارات غير الصحيحة المبالغ فيها.
(٢) في الأصل: "أحمد بن أحمد بن عوض بن محمد".
(٣) رسولنا وحبيبنا محمد تطلب من الله شفاعته، ويتوسل به في حياته لدعاء الله، أما بعد مماته فلا يتوسل به ولا بغيره، ولكن يلجأ العبد إلى ربه وخالقه بدون واسطة.