للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب العتق]

يُسنُّ عتقُ وكتابةُ مَنْ له كَسْبٌ، ويحصلُ بقولٍ، وصريحُه: أعتقتكَ، أو: حرَّرْتكَ، ونحوه، وكنايتُه: أنتَ مولاي، أو: للهِ، ونحوه،

[كتاب العتق]

وهو لغةً: الخُلُوصُ (١).

وشرعًا: تحريرُ رقبة وتخليصُها (٢) من الرِّقِّ.

وهو مِنْ أفضلِ القُرب؛ لأنَّ الله تعالى جعلَه كفَّارة للقتلِ، والوطءِ في نهارِ رمضان، والأيمانِ، وجعلَه النبي فَكَاكًا (٣) لمعتقِه من النار (٤). وأفضلُ الرِّقاب أَنْفَسُها (٥) عند أَهْلِها، وذَكَرٌ وتعدُّدٌ أفضل.

(يُسَنُّ عِتْقُ) مَنْ له كَسْبٌ (و) تُسَنُّ (كتابةُ مَنْ له كسْبٌ) لانتفاعِه بكسْبِه.

ويُكره عتْقُ وكتابةُ مَنْ لا كسبَ له، وكذا مَنْ يُخافُ منه زنًى أو فسادٌ (٦)؛ وإنْ عُلم ذلك منه أو ظُنَّ، حَرُم.

(ويحصلُ) عتقٌ (بقولٍ، وصريحهُ) أي: القولِ (أعْتقتكَ، أو: حرَّرْتكَ، ونحوه) كأنتَ حُرٌّ، أو: محرَّرٌ، اسم مفعولِ، أو: عتيقٌ، أو: مُعتَقٌ، بفتحِ التاءِ. (وكنايتُه) التي يحصلُ بها العتقُ مع النِّيَّة نحو (أنتَ مولاي، أو) أنتَ (لله) تعالى (ونحوه) كخلَّيتك، والحَقْ بأهلِكَ، ولا سبيلَ، أو: لا سلطانَ لي عليك، وملَّكتكَ نفسَك.


(١) "المطلع" ص ٣١٤.
(٢) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: تخليصها. عطف تفسير".
(٣) جاء في هامش (س) ما نصه: "بفتحٍ، والكسر لغة، كما في "المصباح" [فكك] انتهى. قرره".
(٤) وهو ما أخرجه البخاري (٦٧١٥)، ومسلم (١٥٠٩) (٢٢)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار، حتى فرجه بفرجه".
(٥) جاء في هامش (س) ما نصه: "أي: أغلاها. انتهى".
(٦) في (م): "فسادًا".