للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[باب الإجارة]

تصحُّ بلفظِها، ولفظِ كراءٍ، وبيعٍ مضافًا للمنفعةِ.

وشروطُها ثلاثةٌ: معرفةُ منفعةٍ بعُرفٍ، كسُكْنى دارٍ وخدمةِ آدميٍّ، أو وَصْفٍ، كحَمل، و حَرْثٍ،

[باب الإجارة]

مشتقَّةٌ من الأجرِ، وهو: العِوَضُ، ومنه سُمِّيَ الثوابُ أجرًا (١).

وهي: عقدٌ على منفعةٍ مباحةٍ معلومةٍ، مِن (٢) عينٍ معيَّنةٍ أو موصوفةٍ في الذمَّةِ، مدَّةً معلومةً، أو عملٍ معلومٍ بِعوضٍ معلومٍ.

و (تصحُّ بلفظِها) أي: الإجارةِ (ولفظِ كِراءٍ) كأجرتُكَ، أو: أكرَيتُكَ الدَّارَ، أو الدَّابةَ مثلًا، واستأجرتُ وأكتريت؛ لأن هذين اللَّفظَين موضوعان لها (و) تصحُّ بلفظِ (بيعٍ) حالَ كونِه (مضافًا للمنفعةِ) نحو: بعتُكَ نَفعَ داري شَهرًا بكذا. لأنَّها نوعٌ من البيع، فإنْ أضيفت إلى العينِ كبعتُكَ داري شهرًا. لم يصحَّ.

(وشروطها) أي: الإجارةِ (ثلاثةٌ):

أحدُها: (معرفةُ منفعةٍ) لأنها المعقودُ عليها، فاشتُرِط العِلمُ بها كالمبيعِ، إمَّا (بعُرفٍ) أي: ما يتعارفه الناسُ بينهم (كسُكنى دار) شهرًا؛ لتعارفِ الناسِ للسُّكنى، والتفاوتُ فيها يسير؛ فلم تحتج إلى ضبطٍ (و) كـ (خدمةِ أدميٍّ) سنةً؛ لأنَّها معلومة بالعُرفِ، فيخدُمه نهارًا، ومن الليل ما يكونُ من أوساطِ الناس (أو وصفٍ كحَملِ) زُبرةِ حديدٍ وزنُها كذا إلى محلِّ كذا (وحَرْثٍ) على دابَّةٍ صفتُها كذا. وأمَّا حَرثُ الأرضِ فلا بُدَّ في الاستئجارِ له من معرفتها برؤية؛ لاختلافها سُهولةً وحُزُونةً (٣)، ولا


(١) "المطلع" ص ٢٦٤.
(٢) في (م): "ومن".
(٣) الحَزْنُ: ما غلظ من الأرض، وهو خلاف السهل. "المصباح" (حزن).