للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الديات]

مَنْ أتلف آدميًّا بمباشرةٍ أو سببٍ، لزِمَتْه دِيَتُه، لا مَنْ أدَّب ولدَه، أو زوجتَه، أو صبيَّه، أو رعيَّته ولم يُسْرف، ومَنْ أمر مكلَّفًا يَصعَد شجرةً، أو يَنْزِل بئرًا، فهلَكَ به، لم يضمنْه ولو أنَّه سلطانٌ، كما لو استأجَرَهُ، ويضْمَنُ ما أسقطتْ حاملٌ بريحِ طعام

كتاب الدِّيات

جمعُ دِيَة، مصدرُ: وَديْتُ القتيلَ؛ إذا أدَّيْتَ دِيَتَه، كالعِدَة من الوَعْد (١).

وشرعًا: المالُ المؤدَّى إلى مَجنِيٍّ عليه أو وَليِّه بسببِ جنايةٍ عليه.

(مَنْ أتلف آدميًّا) مسلمًا، أو ذميًّا، أو معاهدًا. أو أتلف جزءًا منه (بمباشرةٍ أو سبب، لزِمَتْه دِيَتُه) في مالِ جانٍ إنْ كان عمدًا، وعلى عاقلتهِ في غيرهِ، فمَنْ ألقى على آدميٍّ أَفْعَى، أو ألقاه عليها، أو طلبه بسيفٍ ونحوه مجرَّدٍ، فتَلِف في هربه ولو غيرَ ضريرٍ، أو روَّعه بأَنْ شَهَره في وجههِ، أو دلَّاهُ من شاهقٍ، فمات أو ذهب عقلُه، ففيه الدِّية.

و (لا) يضمنُ بقَوَد ولا دِيَة (من أدَّب ولدَه أو زوجتَه، أو) أدَّب معلمٌ (صبيَّه، أو) أَدَّبَ سلطانٌ (رعيَّته ولم يُسْرِف) المؤدِّبُ في الجميع؛ لأنَّه فَعَلَ مالَه فعلُه شرعًا، ولم يتعدَّ فيه. فإنْ أسرفَ، أو زاد على ما يحصلُ به المقصودُ، أو ضربَ مَنْ لا عقل له من صبيٍّ وغيرِه، ضمن؛ لتعدِّيه.

(ومَنْ أمر) شخصًا (مكلَّفًا) أنْ (يَصعَد شجرةً، أو) أمَرَه أنْ (ينزل بئرًا) ففعل (فهلك به) أي: بصعودِه أو نزولِه (لم يضمنْه) آمرٌ (ولو أنَّه) أي: الآمرَ (سلطانٌ) لعدمِ إكراهِه له (كما لو استَأْجَرَه) سلطانٌ أو غيرُه لذلك وهلك به؛ لأنَّه لم يَجْنِ ولم يتعدَّ عليه. وكذا لو سلَّم بالغ عاقلٌ نفسَه أو ولدَه إلى سابحٍ حاذقٍ ليعلِّمَه السباحةَ، فغَرِق، لم يضْمنِ السَّابحُ (ويَضمنُ ما) أي: حملًا (أسقطت) ـــه (حاملٌ بـ) سببِ (ريحٍ طعامـ) ـــه


(١) "المطلع" ص ٣٦٣.