للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[باب الوضوء]

باب الوضوء

مِنَ الوضاءَةِ، وهي النظافةُ. وهو -بالضَّمِّ-: اسمٌ للفعلِ. وبالفتحِ: اسمٌ للماءِ

(بابٌ الوضوء) بالتنوين، وهو خبرٌ للمبتدأ المحذوفِ، تقديرُه: هذا بابٌ يُذْكَر فيه فروضُ الوضوء، وشروطُه، وصفتُه.

والوضوء مبتدأٌ، خبرُه قوله: "استعمالُ ماء طهور إلخ".

بضمِّ الواو، اسمُ مصدر، وهو فعلُ الطهارةِ، ومصدرُه التَّوضُّؤُ، على التعلُّم والتكلُّم، يقال: توضأْتُ بالهمز، ويجوز على قلَّةٍ: توضَّيتُ بالياء، وكذا: قَرَأتُ.

واختلَفوا في أنَّ الوضوءَ هل شُرع تعبُّدًا أو لمعنًى؟

فقال جماعة: هو معقولُ المعنى، والمقصودُ به النظافةُ.

وقال آخرون: هو تعبُّدِيٌّ غيرُ معقولِ المعنى؛ لأنَّ فيه مسحًا، وهو لا يفيدُ تنظيفًا، ولأنَّ التكليفَ بالتعبُّداتِ أشقُّ على النفسِ، وأدلُّ على الطاعةِ، وأَخلَصُ للعبادةِ ممَّا هو معقولُ المعنى.

واختلَف العلماءُ في أنَّ الأمورَ التعبديَّةَ هل شرعت لحكمة عند اللهِ خفيت علينا، أو ليس كذلك، والمقصودُ بها الامتثال للثواب؟ والأكثرون على الأول.

وأجمعَ العلماءُ الآن على أنَّه لا يجبُ إلا على المُحْدِث. وصرَّح به في "المنتهى" و"الإقناع" (١) اللَّذَينِ هُما عمدةُ المذهبِ.

واختلفوا في أنَّه هل كان واجبًا أوَّلَ الإِسلام على كلِّ قائمٍ للصلاةِ، ثمَّ نُسخ بتخصيصه بالمحدِث، أو لم يجب أوَّلًا إلا على المحدث؟ شيشيني بإيضاح.

(من الوضاءة) أي: هو في اللُّغةِ مأخوذٌ من الوضاءةِ (وهي النظافة إلخ) يقال: وَضُؤَ الرجل، أي: صار وَضِيئًا، أي: نظيفًا، فهو في اللُّغةِ عبارةٌ عن النظافة والحُسْنِ.


(١) "منتهى الإرادات" ١/ ١٤، و"الإقناع" ١/ ٣٧.