للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أَحدها: أن يُذكَر المصدرُ ويرادَ به المشتقُّ، ويكونَ المجازُ في الكلمةِ، وهذا لأهلِ الصَّرفِ.

الثانية: أن يكونَ بتقديرِ: [ذو، أي: ذو عدلٍ] (١) وذو خَلْقٍ، أي: مخلوقيَّةٍ، وهذا لأهل النحوِ.

الثالثة: أن يُذكَر المصدرُ ويرادَ به المشتقُّ مبالغةً ومجازًا في نسبةٍ، كأنَّ زيدًا من فَرطِ اتصافِه به عينُ العدلِ، وعدلٌ مُجسَّمٌ، وهذا لأهلِ المعاني والبيانِ، وهو القولُ الجزلُ، والمذهب الفحل، كما ذكره الشيخُ عبدُ القاهرِ (٢) في قولِ الخَنساءِ (٣):

فإنَّما هي إقبالٌ وإدبارُ

قال: لم تُرِدْ بالإقبالِ والإدبار غيرَ معناهما حتى يكونَ المجازُ في الكلمةِ، وإنَّما المجازُ [في أنْ جَعلتها] (٤) لكثرةِ ما تُقبِلُ وتُدبِرُ، كأنَّها تَجسَّمت من الأقبالِ والإدبارِ.

وجعلَ الثاني، أي: الطريقَ الثانيةَ وجهًا مرذولًا، واقتصرَ الشارحُ على الوجهين الأولِ والثالث، وعلى الأولِ اقتصرَ العَلَّامةُ التَّفتازانيُّ في "التلويحِ" (٥) حيث قال: وهو في اللغةِ: اسمٌ للمكتوبِ. ولم يزْد عليه، وهو في هذا الوجهِ يكونُ من الأسماءِ المشبهةِ بالصفاتِ، وليسَ بصفةٍ، كالإمامِ والإلهِ.


(١) في الأصل: "ذواتي ووعدل" والصواب ما أُثبت.
(٢) هو: أبو بكر، عبد القاهر بن عبد الرحمن الجُرجاني النحوي، له: "إعجاز القرآن"، و"المفتاح"، و"الجمل". (ت ٤٧١ هـ، وقيل: ٤٧٤ هـ). "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٤٣٢ - ٤٣٣، "طبقات الشافعية" للسبكي ٥/ ١٤٩ - ١٥٠. وكلامه هذا في كتابه "دلائل الإعجاز" ص ٣٠٠ - ٣٠١.
(٣) وهي: تُماضر بنت عمرو بن الشَّريد بن رباح بن ثعلبة، الشاعرة المشهورة، قَدِمت على النبي مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رسول الله كان يستنشدها ويعجبه شِعرها."الإصابة في تمييز الصحابة" ١٢/ ٢٢٥ - ٢٢٩، "معاهد التنصيص" ١/ ٣٤٨. وتولها عجزُ بيت لها، وهو في ديوانها ص ٤٨، وصدره: ترتَعُ ما رتعت حتى إذا ادَّكرت.
(٤) في الأصل: "فإن جعلهما"، والمثبت من "دلائل الإعجاز" ص ٣٠٠.
(٥) "شرح التلويح على التوضيح" ١/ ٢٦، والتفتازاني هو: سعد الدين، مسعود بن عمر بن عبد الله، =