للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويراسلُ إمامٌ بغاةً، ويزيلُ شُبهَهم، فإن فاؤوا، وإلَّا، قاتلَهم، وعلى رعيَّتِه معونتُه، وإن اقتتلَت طائفتان لعصبيَّةٍ، أو رياسةٍ، فظالمتان، تضمنُ كلٌّ ما أتلفَت للأخرى.

على ابنِ الزبيرِ ، فقتلَه واستولى على البلادِ وأهلِها (١).

وشُرِطَ كونُه قرشيًّا حرًّا ذكرًا عدلًا عالمًا، كافيًا ابتداءً ودوامًا. ويُجبرُ متعيَّنٌ لها.

وصفةُ العَقْدِ أن يقولَ كلٌّ من أهلِ الحل والعَقدِ: قد بايعناك على إقامةِ العدلِ والإنصافِ، والقيامِ بمصالحِ الأمَّةِ، ولا يحتاجُ مع ذلك إلى صَفْقةِ اليدِ. وإذا تمَّ العَقْدُ، لزمَه حفظُ الدِّينِ على أصولِه التي أجمعَ عليها سلفُ الأمَّةِ، فإن زاغَ ذو شبهةٍ، أزالَها.

(ويراسلُ إمامٌ بغاةً ويزيلُ شُبَههم) ليرجعُوا إلى الحقِّ، ويزيلُ ما يدَّعونه من مَظلمة (فإن فاؤوا) أي: رجعُوا عن البغيِ وطلبِ القتالِ، تركهم (وإلَّا) يفيئوا (قاتلَهم) إمامٌ قادرٌ وجوبًا (و) يجبُ (على رعيَّتِه معونتُه) لقولِه تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]. (وان اقتتلت طائفتان لعصبيَّةٍ، أو) طلبِ (رياسةٍ، فـ) هما (ظالمتان، تضمنُ كلٌّ) منهما (ما أتلفت (٢) للأخرى) وضمنتا (٣) سواءً ما جهلَ متلفُه.


(١) "تاريخ الطبري" ٦/ ١٨٧ وما بعدها.
(٢) في (ح): "أتلفته".
(٣) في (س): "ضمتا".