للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحيوانُ البحر، غيرَ ضِفْدِعٍ، وتمساحٍ، وحيَّةٍ.

ومَن اضطُرَّ إلى محرَّم، أكل من غير سُمٍّ ما يَسدُّ رَمَقَه، ومَن اضطرَّ إلى طعامِ غيرِ مضطرٍّ، وجب بَذْلُه له بقيمته، وإلى نفعِ مالِ الغيرِ مع بقاءِ عينِه، لدفع بردٍ أو استقاءِ ماءٍ ونحوِه، وجبَ بذله مجّانًا، ومَن مرَّ بثمر بستانٍ بشجره، أو ساقطٍ تحتَه، ولا حائطَ ولا حارسَ، فله الأكلُ بلا حَمْلٍ،

ووَبْر (١)، و ضَبٍّ.

(و) يباحُ كل (حَيَوان البحرِ) لقوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ﴾ [المائدة: ٩٦] (غيرَ ضِفْدِعٍ) فيحرُم، نصًّا؛ لاستخباثها (و) غيرَ (تِمساحٍ) نصًّا؛ لأنَّ له نابًا يفترس به (و) غيرَ (حيَّةٍ) لاستخباثها.

(ومَن اضطرَّ إلى مُحرَّمٍ) بأنْ خافَ التَّلَفَ إنْ لم يأكلْ (أَكلَ) وجوبًا، نصًّا (من غيرِ سُمٍّ) ونحوِه مما يَضُرُّ (ما يَسُدُّ رَمَقَه) بفتح الرَّاء والميمِ، كما في "المُطلِع" (٢) أي: يُمسك بقيَّةَ روحِه، كما يُسَدُّ الشيءُ المنفتِحُ. وليس له الشِّبَعُ. فإنْ كان في سفرٍ محرَّمٍ ولم يَتُبْ، لم يَحلَّ له الأكلُ. وله التزودُّ إنْ خاف.

(ومَن اضطرَّ إلى طعامِ) شخْصٍ (غيرِ مُضطرٍّ) ولا خائفٍ أنْ يضطرَّ (وجَب) على ربِّ الطعامِ (بَذْلُه له) أي: أن يبذلَ للمضطرِّ ما يَسدُّ رَمَقَه؛ لأنَّه إنقاذٌ لمعصومٍ من الهَلَكَة (بقيمته) أي: الطعام -نصًّا- لا مجَّانًا. فإنْ كان ربُّ الطعامِ مضطرًّا أو خائفًا أنْ يضطرَّ، فهو أحق به، وليس له إيثارُه.

(و) مَن اضطرَّ (إلى نفْعِ مالِ الغيرِ مع بقاء عينِه) كثياب (لدفعِ بردٍ، أو) حبلٍ أو دَلو لـ (استقاء ماءٍ ونحوِه، وجَب بَذْلُه) لمضطرٍّ (مجَّانًا) مع عدمِ حاجةِ ربِّه إليه. (ومَن مرَّ بثمر بستانٍ بشجره أو ساقطٍ تحتَه) أي: تحتَ شجرِه (ولا حائطَ) على البستانِ (ولا حارسَ) له (فله الأكلُ) منه مجَّانًا، ولو بلا حاجةٍ (بلا حَمْل) شيءٍ من الثَّمر


(١) دويبّة كالسِّنَّور. "القاموس" (وبر).
(٢) ص ٣٥٢.