للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتراويحُ عشرونَ ركعةً برمضانَ،

عمرَ (١)، وأبي الدَّرداءِ (٢) ، إلَّا أنْ ينزلَ بالمسلمين نازلةٌ غيرُ الطَّاعون، فيقنت الإمامُ الأعظمُ ندبًا في الفرائضِ غير الجمعة، ويجهرُ به في جهريَّة.

ومن ائتمَّ بقانتٍ في فجرٍ، تابعَ الإمامَ، وأمَّن، ويقولُ بَعْدَ وِترِهِ: سبحانَ الملكِ القُدوس. ثلاثًا، ويمدُّ صوتَه في الثالثة.

(والتراويحُ) سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّهم يصلُّون أربعَ ركعاتٍ، ويتروَّحون ساعةً، أي: يستريحون (عشرون ركعةً) لما روى أَبو بكر عبدِ العزيز (٣) في "الشافي" عن ابن عبَّاس: "أن النبيّ كان يصلِّي في شَهْرِ رمضانَ عشرين ركعة" (٤) تُصَلَّى (برمضان) لما في الصحيحين مِنْ حديثِ عائِشةَ: "أنَّه صلَّاها ليالي، فَصَلُّوْها معه، ثُمَّ تأخَّرَ وصلَّى في بيته باقيَ الشَّهْر، وقال: إنِّي خشيتُ أنْ تُفرضَ عليكمْ، فتعجِزوا عنها" (٥). وفي البخاريِّ (٦): أنَّ عمرَ جمعَ النَّاسَ على أبيِّ بن كَعْبٍ، فصلَّى بهم التراويحَ. وروى أحمدُ، وصحَّحَه الترمذيُّ: "مَنْ قام مَعَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ" (٧).


(١) أخرجه مالك في "الموطأ" ١/ ١٥٩، وعبد الرزاق (٤٩٥٠) عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان لا يقنت في شيء من الصلاة.
(٢) أخرجه الطحاوي ١/ ٢٥٣ عن علقمة بن قيس، قال: لقيت أبا الدرداء بالشام، فسألته عن القنوت، فلم يعرفه.
(٣) هو الشيخ العلَّامة، شيخ الحنابلة، أَبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغدادي تلميذ أبي بكر الخلَّال، الملقب بـ"غلام الخلَّال"، وكتابه "الشافي" نحو ثمانين جزءًا، وله أيضًا كتاب "زاد المسافر"، و"الخلاف مع الشافعي" وغيرها، (ت ٣٦٣ هـ). "السير" ١٦/ ١٤٣ - ١٤٥، و"طبقات الحنابلة" ٢/ ١١٩ - ١٢٧.
(٤) وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٣٩٤، والطبراني في "الكبير" (١/ ٣٩٢ - ٣٩٣ (١٢١٠٢)، وفي "الأوسط" (٧٩٨)، والبيهقي ٢/ ٤٩٦ وقال: تفرد به أَبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوني، وهو ضعيف. وقال في "نصب الراية" ٢/ ١٥٣: -هذا الحديث- معلول بأبي شيبة ابراهيم بن عثمان جد الإمام أبي بكر بن أبي شيبة، وهو متفق على ضعفه، وليَّنه ابن عدي في "الكامل" [١/ ٢٤١] اهـ.
(٥) "صحيح" البخارى (٩٢٤)، و "صحيح" مسلم (٧٦١) (١٧٨)، وهو عند أحمد (٢٥٣٦٢).
(٦) برقم (٢٠١٠) عن عبدِ الرحمن بن عبدٍ القاريِّ، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب … وفيه: فجمعهم على أبيِّ بن كعب.
(٧) أحمد (٢١٤٤٧)، والترمذي (٨٠٦)، وهو عند أبي داود (١٣٧٥)، والنسائي ٣/ ٢٠٢، وابن ماجه (١٣٢٧) من حديث أبي ذر .