للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويقرأُ عندَه ﴿يسَ﴾، ويوجَّه للقِبلة.

وإذا مات، سُنَّ تغميضُه، وشدُّ لَحْيَيْه،

(ويقرأُ عنده) سورةَ (﴿يسَ﴾ لقولِه : "اقرؤوا على موتاكُمْ سورةَ يس" رواه أبو داود (١) ولأنَّه يسهِّلُ خروجَ الرُّوح. ويقرأ أيضًا عندَه الفاتحَة.

(ويوجَّه) الميتُ -بالبناء للمفعول- (للقبلةِ) لقوله عن (٢) البيتِ الحرامِ: "قِبْلتُكُمْ أحياءً وأمواتًا" رواه أبو داود (٣). وعلى جنبِه الأيمنِ أفضلُ، إنْ كان المكانُ واسعًا، وإلَّا، فعلى ظهرِه مستلقيًا، ورجلاهُ إلى القِبْلة. ويرفَع رأسُه قليلًا؛ ليصيرَ وجهُهُ إلى القبلة.

(وإذا ماتَ، سُنَّ تغميضُه) لأنّه أغمضَ أبا سلمةَ، وقال: "إنَّ الملائكةَ يؤمِّنون على ما تقولون" رواه مسلم (٤). ويقول: باسم الله وعلى وفاةِ رسولِ الله. ويُغمِّضُ ذاتَ مَحْرَم وتغمِّضُه. وكُرِهَ مِنْ حائضٍ وجنبٍ، وأنْ يقرباه. ويغمِّضُ الأنثى مثلُها أو صبيٌّ.

(و) سُنَّ (شَدُّ لَحْيَيْه) (٥) بعِصابةٍ أو نحوِها تجمع لحيَيْه، ويربطُها فوقَ رأسه؛ لئلَّا يبقى فمُه مفتوحًا فتدخلَه الهوامُّ، ويتشوَّهَ خلْقُه.


(١) في "سننه" (٣١٢١)، وهو عند النسائي في "الكبرى" (١٠٨٤٦)، وابن ماجه (١٤٤٨)، وأحمد (٢٠٣٠١). وفي إسناده عند أبي داود، وابن ماجه، وأحمد: أبو عثمان، عن أبيه، عن معقل بن يسار ، ولم يذكر النسائي: "عن أبي". قال في "التلخيص الحبير" ٢/ ١٠٤: وأعلَّه ابن القطان [في بيان الوهم والإيهام ٥/ ٤٩ - ٥٠] بالاضطراب وبالوقف وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه. ونقل عن ابن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصحُّ في الباب حديث. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ٥٥٠ عن أبي عثمان: لا يعرف أبوه ولا هو.
(٢) في (م): "عنه".
(٣) في "سننه" (٢٨٧٥) عن عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير، عن أبيه ، قال العقيلي في "الضعفاء الكبير" ٣/ ٤٥: حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير، في حديثه نظر. وقال الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٢٥٩: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٤٧، والبغوي في "الجعديات" ٢/ ٤٨٠ (٣٣٣٩) من حديث ابن عمر . قال في "نصب الراية" ٢/ ٢٥٢: ومداره على أيوب بن عتبة، قاضي اليمامة: وهو ضعيف.
(٤) برقم: (٩١٩)، وهو عند أحمد (٢٦٤٩٧) من حديث أم سلمة .
(٥) بعدها في (ح) و (ز): "أي الميت".