للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاهماً للتكليف؛ لأن التكليف خطابٌ، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، كالجماد والبهيمة" (١).

والذي يتحصل من كلام أهل الأصول أن المحكوم عليه شرطه العقل والفهم باتفاق، فخرج بذلك (٢):

١ - من لا يفهم ولا يعقل أصلاً: كالبهائم، والجماد.

٢ - من له أصل الفهم لأصل الخطاب دون تفاصيله: كالمجنون، والصبي الذي لا يميز.

٣ - من يفهم لا على الكمال، وهو الصبي المميز.

ويدخل فيه من كان مقارباً لحالة البلوغ بحيث لم يبق بينه وبين البلوغ سوى لحظة واحدة، فإنه وإن كان فهمه كفهمه الموجب لتكليفه بعد لحظة، غير أنه لما كان العقل والفهم خفياً، وظهوره فيه على التدريج، ولم يكن له ضابط يعرف به، جعل له الشارع ضابطاً وهو البلوغ، وحط عنه التكليف قبله تخفيفاً عليه.

٤ - والسكران أسوأ من الصبي المميز في حالة غفلته وسكره، وما يلزمهم من الغرامات والضمان ونحو ذلك متعلق بأحكام الوضع، والكلام فيهم منتشر في الفروع والأصول.

٥ - ويذكر هنا كذلك حكم المكره وتقسيمه إلى مجلئ وغيره مما هو مبسوط في المطولات.


(١) الأحكام للآمدي ١/ ٢١٥.
(٢) يراجع الأحكام للآمدي ١/ ٢١٥ وما بعدها والمستصفى وشرح المحلى على الجمع مع البناني ١/ ٦٨ والعضد شرح ابن الحاجب ص ٨٨، نهاية السول للأسنوي ١/ ١٣٦ وشرح البدخشي على المنهاج ١/ ١٣٦. وشرح ابن قاسم الكبير ١/ ٤٠٧ - ٤٠٨ والنهاية لصفي الدين الهندي ٣/ ١١١٨.

<<  <   >  >>