للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجح حديث جرير في المسح على الخفين، لإسلامه بعد نزول المائدة، وحديث بسرة في مس الذكر على حديث طلق؛ لأنه أعنى حديث طلق قصته أثناء بناء المسجد.

فهذه نبذة من المرجحات الراجعة إلى الإسناد.

ثانياً: المرجحات الراجعة إلى المتن: وهي كثيرة منها (١):

١ - أن يكون أحدهما إثباتاً والآخر نفياً، فيقدم الإثبات، لأن معه زيادة علم.

كترجيح حديث بلال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فصلى فيه) على حديث: (أنه دخل البيت ولم يصل فيه)

٢ - أن يكون أحدهما ناقلاً عن أصل البراءة والآخر مبق، فيقدم الناقل: كترجيح حديث نقض الوضوء من مس الذكر على عدمه.

٣ - أن يكون في أحدهما احتياط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) (٢)، وهو من أصول الإسلام، كترجيح حديث: (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)، على رواية: (فاقدروا له).

فإن العمل بهذه الأخيرة على أحد تأويلاتها يدخل في صوم يوم الشك المنصوص صراحة على تحريم صومه، بخلاف الأولى من صراحتها.

٤ - تقديم الحاضر على المبيح: كمنع المحرم من النكاح على حديث ابن عباس رضي الله عنهما المفيد للجواز.

٥ - تقديم الوارد على سبب على غير الوارد على سبب، نحو تقديم حديث:


(١) انظر البحر المحيط ٤/ ٤٥٨ وما بعدها. واللمع للشيرازي ص ١٧٧ وما بعدها، ومفتاح الوصول ص ٦٣٧ وما بعدها.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه، برقم: (٢٥١٨)، وأحمد في مسنده برقم: (١٧٢٣) واللفظ لهما، والنسائي في سننه برقم: (٥٧١١) مختصراً، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

<<  <   >  >>