للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والباطل من حيث وصفه بالبطلان ما لا يتعلق به النفوذ ولا يعتد به، بأن لم يستجمع ما يعتبر فيه شرعاً، عقداً كان أو عبادة.

والعقد يتصف بالنفوذ والاعتداد.

والعبادة تتصف بالاعتداد فقط اصطلاحاً.

[الشرح والإيضاح]

- الباطل وتعريفه، وهل يرادف الفاسد؟

المسألة الأولى: بيان الصواب في إثبات لفظة الباطل في النسخ وذكر السر في ذلك.

قوله: الباطل: الملاحظ أنه ذكر هنا "الباطل"، وسماه حينما عدد الأحكام "الفاسد"، وهذا ما تظاهرت عليه النسخ: كشرح ابن الكاملية، وكذا التي عليها شرح المحلى مع حاشية الدمياطي، وشرح ابن قاسم (١). وهذه اللفظة مثبتة في خمس نسخ خطية كما أفاد محقق الورقات (٢)، وهذا هو المعول عليه.

وعندي أن فيه نكتة دقيقة، وهي: أن هذا التنويع فيه إفادة للطالب أن الفاسد والباطل مترادفان في الأصل كما هو المقرر عندنا، وعند الحنابلة، والمالكية، بخلاف الحنفية.

فلهذا السبب- والله أعلم- نوع المصنف العبارة.


(١) شرح ابن قاسم محقق على مخطوطات حققه السيد عبدالعزيز، وعبدالله ربيع، وشرح ابن الكاملية حققه عمر غنى كرسالة ماجستير، على عدة نسخ.
(٢) د/ حسام الدين عفانه وفقه الله ومع اتفاق خمس نسخ خطية، والشروح المذكورة على هذا التنويع رجح المحقق لفظة الباطل على الفاسد بلا مرجح إلا نسخة واحدة وشرحين فقط، وجعل ذكر المصنف للباطل دليلاً آخر على هذا الترجيح ولم يتنبه للنكتة. ثم إني اطلعت بعد إتمام الكتاب على نفس ما بينته في حاشية النفحات ص ٢٣

<<  <   >  >>