للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهل الثاني يخالف الأول أو هما شيء واحد؟

على مذهب الأشعري القديم أنها شيء واحد، وعلى مذهب غيره التفريق بينهما.

ثمرة الخلاف (١):

قال الزركشي: "اختلف في هذا الخلاف، فقال أبو القاسم الإسكاف إنه لفظي، وإن الفريقين على إن المدرك والمعلوم واحد، والإدراك والعلم بالمدرك مختلفان.

وقال تلميذه إمام الحرمين: إنه معنوي على القول بالأحوال، كما أن العلم القديم والحادث يجمعهما حقيقة واحدة مع القطع باختلافهما، وحكى القرافي قولين في أن الإدراك للحواس أو للنفس بواسطة الحواس. ا. هـ

المسألة الثالثة: عبر بالباء ولم يعبر باللام في: "الواقع بإحدى الحواس" ولم يقل "لإحدى الحواس"؛ ليشير إلى أن العلم حاصل بالحواس لا للحواس؛ لأنها مدركات فحسب، فهي آلة العلم وأن النفس تدرك الكليات أو الجزئيات. وأن نسبة الإدراك إلى قواها كنسبة القطع إلى السكين (٢). أي أن السكين مجرد آلة، وكذلك الحواس.

[المسألة الرابعة: "قوله الظاهرة" خرج بها الباطنة، وهي خمس]

١ - الأولى: الحس المشترك، وهي: القوة التي ترشح فيها صورة الجزئيات المحسوسة بالحواس الخمس.

٢ - الثانية: الحافظة للصور.

٣ - الثالثة: الواهمة، وهي: التي تدرك المعاني الجزئية المتعلقة بالصور المحسوسة، كالعداوة الجزئية التي تدركها الشاة من الذئب فتهرب منه،


(١) البحر المحيط ١/ ٤٨.
(٢) شرح بن قاسم الكبير ١/ ٢٥٩، والمستصفى للغزالي ج ١، وحاشية الروضة ١/ ٥٧، ورفع الحاجب ١/ ٢٦٨، والغاية لابن الإمام القاسم وحواشيه ١/ ٦٢.

<<  <   >  >>