للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وترد، أي: توجد صيغة الأمر والمراد به، أي بالأمر: الإباحة كما تقدم.

أو التهديد نحو {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}

أو التسوية نحو {فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا}، أو التكوين نحو: {كُونُوا قِرَدَةً}.

[الشرح والإيضاح]

[من معاني صيغة الأمر]

١ - قوله: "وترد صيغة الأمر والمراد به الإباحة ... "، لصيغة الأمر عند الاطلاق والتجرد معنى واحد في خطاب الشرع هو الوجوب، وقد تقدم.

وإذا دلت قرينة على غير الوجوب حمل عليه، ولا يُحمل على غير الوجوب إلا بقرينة صارفة، وقد ورد الأمر لأكثر من ثلاثين معنى بحسب القرائن الدالة عليه، ذكر المصنف بعضها اختصاراً وتسهيلاً على المبتدئ.

٢ - قوله الإباحة: مثالها {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة: ٣٥]. فهذا أمر مقصوده الإباحة والامتنان، بدلالة رغدا، ودلالة حيث شئتما، ولأنها وردت مورد الامتنان وهذا دليل على الاباحة.

٣ - مثّل للتهديد بقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: ٤٠]. ودلالتها على التهديد واضحة؛ لأن لو كان تكليفا بالوجوب أو الندب لاقتضى نقض الشرع، في التكليف بالواجبات.

٤ - وأما التسوية فمثاله قوله تعالى: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ} [الطور: ١٦]. والقرينة الصارفة لها هي الحال، بدلالة حال أهل النار المخاطبين بهذا، فهو لا يقصد خطاب إيجاب عليهم؛ لأنه لا تكليف في الآخرة، ولقرينة ختام الآية (سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ).

<<  <   >  >>