للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية: الفرق بين المعرفة والعلم]

قال العلماء: إن المعرفة في الاصطلاح إدراك البسائط تصوراً، أو تصديقاً.

أو هي: إدراك الجزئيات.

أو هي: الإدراك بعد الجهل.

أو هي: الإدراك الأخير من إدراكين لشيء واحد يتخللهما عدمٌ (١).

والعلم: يختص بإدراك المركبات تصوراً أو تصديقاً.

ويقال: عرفت الله دون علمته (٢)، وفي شرح المواقف: إن علمه تعالى لا يسمى معرفة إجماعاً لا اصطلاحاً، ولا لغة (٣).

وهكذا يقال في البقية.

فالعلم يختص بإدراك الكليات أعم من أن يكون مفهوماً كلياً أو قاعدة كلية.

وكما أن المعرفة تختص بأنها: إدراك بعد جهل، أو إدراك الأخير من إدراكين ... الخ.

فالعلم بخلاف ذلك.

ولهذا لا يوصف الباري تعالى بالعارف ويوصف بالعالم، إذ علمه تعالى لا عن جهل سبق، ولا عن إدراكين بينهما عدم.

ولكن ينسب إليه الفعل من باب المقابلة، والمشاكلة ولذلك قال شيخ الإسلام أبو زرعة العراقي في نكته على منهاج الأُصول: وقد وقع إطلاق المعرفة على الله تعالى في


(١) المصدر السابق. لأن الادراك الأول هو السؤال ما هو؟ ثم يلحق السؤال مرحلة التأمل وهي المراد بقوله يتخللهما عدم ثم يليها الادراك الأخير وهو تصوره ما هو.
(٢) الشرح الكبير ١/ ١٨٤، وشرح بن إمام الكامليه ٩٠/ ٩١.
(٣) شرح المواقف للأيجي ١/ ٧١.

<<  <   >  >>