للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الأخبار فالخبر ما يدخله الصدق والكذب؛ لاحتماله لهما من حيث إنه خبر كقولك قام زيد يحتمل أن يكون صدقاً وأن يكون كذباً، وقد يقطع بصدقه أو كذبه لأمر خارجي.

الأول: كخبر الله تعالى، والثاني: كقولك الضدان يجتمعان.

[الشرح والإيضاح]

[الأخبار ويتعلق بهذا المبحث مسائل]

الأولى: الكلام نوعان: إما إنشاء، وإما إخبار.

وهو في القرآن: إما خبر عن الخالق، وإما خبر عن المخلوق.

والإنشاء هو: الأحكام كالأمر والنهي.

والخبر عن المخلوق هو: القصص، وعن الخالق: ذكر أسمائه وصفاته (١).

فأصل السعادة تصديق خبره وطاعة أمره، وأصل الشقاوة معارضة خبره وأمره بالرأي والهوى، وهذا هو: معارضته النص بالرأي وتقديم الهوى على الشرع.

ولهذا كان ضلال من ضل من أهل الكلام والنظر في النوع الخبري بمعارضته خبر الله عن نفسه، وعن خلقه بعقلهم ورأيهم، وضلال من ضل من أهل العبادة والفقه في النوع الطلبي؛ بمعارضته أمر الله الذي هو شرعه بأهوائهم وآرائهم" (٢).

الثانية: في تعريف الخبر.

أما لغة فهو: "مشتق من الخبار، وهي الأرض الرخوة؛ لأن الخبر يثير الفائدة، كما


(١) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٧/ ١٣٤.
(٢) درء تعارض العقل والنقل ٥/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>