للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمتأخرون على أنها فيهما.

وعندي أن الخلاف لفظي إذ الجميع متفقون على أن المحسوسات العقلية لا بد أن يشملها حركة النفس، ولكن عبر عنها بالعقليات نظراً إلى محلها، وعبر عنها المتقدمون بالمحسوسات نظراً إلى أصلها، فظن من ظن أن الخلاف حقيقي نظراً لاختلاف التعبيرات، هذا ما ظهر لي بالتتبع والاستقراء لمبحوثهم وكلامهم، والله أعلم.

الثانية: الجمع بين خلاف الجمهور والرازي المتقدم في أن النظر فيه هو المعلوم كما هو عندهم، أم العلم كما هو عند الرازي.

والتحقيق أنه لا خلاف بينهم إذ المعلوم عند الجمهور هو التصورات الذهنية، وهي علوم باتفاق؛ لأن العلم إما تصور أو تصديق فالتصور علم؛ لأنه لا يكون إلا صحيحاً (١) كما حققوه، والتصديق علمٌ بخلاف فاسده.

ومن ثم عبر الرازي عن المعلومات بالعلم فلاحظ أن العلم شامل لـ"تصور وتصديق" التي هي المعلومات والعلوم- هذا ما ظهر لي والله أعلم- وقد أشار ابن قاسم في شرحه الكبير إلى هذا (٢).

المسألة السادسة: تعريفه للدليل وشرحه.

قوله في التعريف "إلى المطلوب" أي من علم تصوري، أو تصديقي، أو ظني.

قوله: "الاستدلال طلب الدليل"؛ ليؤدي إلى المطلوب.

مع قوله: "والدليل هو المرشد للمطلوب"، ومع قوله في النظر: الفكر في حال المنظور ليوصل إلى المطلوب: أي تصور أو تصديق.


(١) راجع شرح المحلى على الجمع مع البناني ١/ ١٤٥.
(٢) الشرح الكبير ١/ ٢٦٧ - ٢٦٨.

<<  <   >  >>