والمجمل ما يفتقر إلى البيان، نحو:{ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} فإنه يحتمل الأطهار والحيض؛ لاشتراك القرء بين الحيض والطهر.
والبيان إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي أي الاتضاح، والمبين هو النص.
[الشرح والإيضاح]
المجمل والمبين
وفيه مسائل:
المسألة الأولى: المجمل في اللغة والاصطلاح، وبيان أنواعه.
في اللغة يطلق على ثلاثة أمور:
١ - المبهم: من أجمل الأمر أي أبهمه.
٢ - وقيل المجموع: من أجمل الحساب إذا جمع وجعل جملة واحدة.
٣ - وقيل التحصيل: من أجمل الشيء إذا حصله" (١).
وعبر بـ "ما" ليشمل القول والفعل، إذ الإجمال يدخلهما:
فمثال الإجمال في القول: كقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}[البقرة: ٢٢٨]، لاحتماله الإطهار والحيض، فيفتقر حينئذ إلى البيان من دليل آخر مرجح لأحد المعنيين. فذهب الشافعي، ومالك، وفقهاء المدينة، وأحد الروايتين عن أحمد إلى أنها الإطهار بدليل اللغة والشرع.