والجهل تصور الشيء، أي إدراكه على خلاف ما هو به في الواقع، كإدراك الفلاسفة أن العالم وهو ما سوى الله تعالى قديم.
وبعضهم وصف هذا الجهل بالمركب، وجعل البسيط عدم العلم بالشيء، كعدم علمنا بما تحت الأرضين، وبما في بطون البحار.
وعلى ما ذكره المصنف لا يسمى هذا جهلاً.
[الشرح والإيضاح]
- الجهل تعريفه وأقسامه وتعريف كل قسم؛ وفيه مسائل:
[المسألة الأولى: الجهل لغة نقيض العلم أو خلاف العلم]
• جَهِل الشَّخْصُ: جفا وتسافه وحمُق وأظهر الطيشَ، ولا يستوي عالِمٌ وجهول:
ألا لا يجهلَن أحَدٌ علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ومنه قوله تعالى: {قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: ٦٧] جهِلَ عليه: تصرَّف معه بحمق.
• جهِل حقيقةَ الشَّيء جهِل بحقيقة الشَّيء: لم يعلم به، لم يعرفه.
وكثير من الناس يجهلون أمورَ دينهم-جهِل بمعرفة القانون- ومنه قوله تعالى: {فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: ٦] (١).
الثانية: الجهل اصطلاحا، له تعريفان ذكرهما الشارح: أحدهما تعريف الجهل المركب، والآخر البسيط.
فقوله في تعريف الجهل المركب أو الجهل مطلقا: "والجهل تصور الشيء".
(١) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٤/ ١٦٦٣) لسان العرب (١١/ ١٢٩) معجم اللغة العربية المعاصرة (١/ ٤١٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute