للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتضح معنى قوله: "فمؤدى النظر والاستدلال واحد"، وسيقول قائل: إذا كان مؤدى النظر والاستدلال واحد، فلما جمع المصنف فيهما في الإثبات عند قوله السابق العلم المكتسب هو ما يقع عن نظر واستدلال؟ وفي النفي عند قوله الضروري ما لا يقع عن نظر واستدلال؟

فالجواب ما أفاده الشارح بقوله: (فجمع المصنف بينهما في الإثبات والنفي تأكيداً).

المسألة السابعة: لم يذكر المصنف تعريف الدليل اصطلاحاً، وتعريفه وشرحه.

وهو ما يمكن التوصل به إلى مطلوب خبري.

والمطلوب الخبري هنا معناه قضية تصديقية لا تصورية، فإن قيل قال المصنف: أن مؤداهما واحد، مع أن النظر يؤدي إلى مطلوب تصوري بالحدود والمعرفات، والدليل لا يوصل إلا إلى قضايا تصديقية تقتضي الصدق والكذب.

فالجواب: أن مراد المصنف المعنى اللغوي للدليل لا المعنى الاصطلاحي، أو أنهما واحد من حيث الجملة كما أفاده ابن قاسم في الكبير والصغير (١).

[بيان التعريف ومحترزاته]

إنما قالوا: "ما يمكن التوصل، ولم يقولوا ما يقع به" (٢)؛ للإشارة إلى أن المعتبر التوصل بالقوة: "لأن الدليل يكون دليلاً نظر فيه أو لا، فلا يخرج عن كونه دليلاً؛ بعدم النظر فيه" (٣).

قال الباجي (٤): "إن الدليل هو الذي يتضح به، ويسترشد ويتوصل به إلى المطلوب


(١) الشرح الكبير ١/ ٢٧٤ - والصغير ص ٥٣ مع الإرشاد للشوكاني.
(٢) شرح الكوكب المنير ١/ ٥٢.
(٣) رفع الحاجب لابن السبكي ١/ ٤
(٤) الحدود ص ٣٨.

<<  <   >  >>