للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير ما هو ظاهره. ويؤكد المصنف على هذا المعنى بذكر القاعدة القاضية بأنه إذا انضمت إلى قطعية المتن قوةُ ظنية الدلالة تسنّى لنا أخذ مقصد شرعي منه، يضعف معه تطرق معنى ثانٍ إليه. والآيات الدالة على ذلك كثيرة: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (١)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (٢)، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (٣)، {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (٤)، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (٥)، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٦).

وفي كل آية من الآيات تصريح بمقصد شرعي أو تنبيه على مقصد (٧).

والسُّنة النبوية المتواترة. ولها صورتان.

الأولى: المعلوم من الدين بالضرورة. وهو حالان: الأولى ما وصفه الإمام بالتواتر المعنوي الحاصل من مشاهدة عموم الصحابة فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - له. فإن ذلك ينتهي بهم دون شك إلى الإيقان والعمل به. ويظهر مثل هذا في المعلل الشرعي القريب من المعلوم من الدين بالضرورة مثل الحُبس.

والصورة الثانية من التواتر العملي هي أن تتكرر المشاهدة لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة دون جميعهم. فإن ذلك يحصل منه للصحابي علم بالمقصد الشرعي كالذي حصل للأزرق بن قيس حين


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٠٥.
(٢) سورة النساء، الآية: ٢٩.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ١٥.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٩١.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٨٥.
(٦) سورة الحج، الآية: ٧٨.
(٧) المقاصد: ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>