للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُّنة:

والسُّنة النبوية بيان للكتاب. قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (١). وقد استقلّت بأحكام وتشاريع كالذي ورد منها في الصلاة والزكاة وغيرهما من القضايا العبادية، أو ما جاء فيها من أحكام لها علاقة بالأنكحة والعقود والقصاص والحدود من العاديات. وقد ألزم الله بها في قوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٢)، كما حذّر سبحانه من مخالفة رسوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).

فالكتاب والسُّنة في المنزلة العليا. قال الشاطبي: وقد كملت قواعد الشريعة في القرآن والسُّنة. فلم يتخلّف عنها شيء. والاستقراء يبيّن ذلك. ويَسهل على من هو عالِم بالكتاب والسُّنة. ولما كان السلف الصالح كذلك قالوا به ونصّوا عليه (٤).

وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - مشيراً إلى جملة من الحِكَم والمقاصد والمصالح كما في قوله: "فإنما بعثتم مبشّرين ولم تبعثوا معسّرين" (٥)، وقوله: "إن الدين يسر" (٦).

وقوله: "لا ضرر ولا ضرار" (٧)، وقوله: "وإنما جعل الاستئذان لأجل البصر" (٨)، وقوله: "لولا أن قومك حديثو عهد بشركٍ لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم" (٩)، وقوله: "دعه لا يتحدث الناس أن


(١) سورة النحل، الآية: ٤٤.
(٢) سورة الحشر، الآية: ٧.
(٣) سورة النور، الآية: ٦٧.
(٤) الموافقات: (٣) ٤/ ٢٩.
(٥) خَ: ١/ ٣٢٣.
(٦) خَ: ١/ ٩٣.
(٧) طَ: ٢/ ٧٤٥.
(٨) خَ: ٧/ ١٢٩ - ١٣٠؛ مَ: ٣/ ١٦٩٨.
(٩) خَ: ٣/ ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>