للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (١) على التعليل، ونبّه إلى أنها دلّت على أن {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} كان لأجل الناس. وفي هذا تعليل للخلق، وبيان ثمرته وفائدته. وهنا تثار مسألة تعليل أفعال الله وتعلّقها بالأغراض. وهي ناشئة عن إرادة واختيار، وهي على وفق علمه، وأن جميعها مشتمل على حِكم ومصالح، وأن تلك الحِكم هي ثمرات لأفعاله ناشئة عن حصول الفعل، وأنها بحصولها عند الفعل تثمر غايات.

[الوجوب والغرض]

وذهب الأصوليون إلى المقارنة بين مذهب المعتزلة والجمهور في القول بالوجوب والغرض.

أما الوجوب الذي ادعته المعتزلة فتمثل في أفعالٍ عدَّة منها:

(١) اللطف؛ وهو الفعل الذي يقرّب العبد إلى الطاعة، ويبعده عن المعصية، ولا يبلغ حدّ الإلجاء. ومثاله: بعثة الأنبياء.

(٢) الإثابة على الطاعة، والعقاب على المعصية.

(٣) عقاب العاصي على معصيته زجراً له.

(٤) تعويض العبد عما يحدث له من آلام.

والجواب على هذا: أنا معشر أهل السُّنة لا ندين الله بما زعموه، وأن ما ندين الله به هو اعتقاد أن الله سبحانه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ولا يُسأل عما يفعل.

ويظهر أن مردّ هذه القضية الكلامية مسألة "ما يجب على الله


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>