للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكتاب]

القرآن أعظم المصادر وأصحّها. وهو قطعيّ المتن ظنّي الدلالة، متعبّد بتلاوته.

وفي تصوير أهميته ودوره في التنبيه على علل الأحكام ومقاصد التشريع التي استهدفها الشارع عن طريق خطاباته وتشريعاته وردَ عن بعض أئمة الفقه: أن الكتاب كلية الشريعة، وعمدة المقصد، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر. وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه ... وإذا كان كذلك لزم بالضرورة لمن أراد الاطلاع على كليات الشريعة، وطمع في إدراك مقاصدها، واللحاق بأهلها أن يتخذه سميرَه وأنيسَه، وأن يجعله على مرّ الأيام جليسَه (١).

وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تنبّه على مقاصد الشريعة منها:

° شمولية الخطاب الإلهي كما يدلّ على هذا قوله - عز وجل -: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (٢).

° دفع الحرج عن المكلفين لقوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} (٣).

° تحقيق العبادة والإخلاص فيها للحق جل وعلا: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٤)، وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ


(١) ابن قدامة المقدسي. روضة الناظر وجنة المناظر: ١/ ١٧٧؛ الشاطبي. الموافقات: ٣/ ٣٤٦.
(٢) سورة النحل، الآية: ٨٦.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٦.
(٤) سورة البيّنة، الآية: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>