للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيامة .. ألَا من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره. فما أعطي منه أخذ وما نهي عنه انتهى".

أ - مصارف المال: البرّ، والصدقات، والزكاة:

رغَّبت الشريعة في وجوه البرّ والصدقات، وفَرضت الزكاة على مَن ملك نصاباً. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تذكّر أهل الوفرة والثروة بأن ما أتيح لهم من وفرٍ آت من أبواب اتسعت لبعض فضاقت على آخرين. ومن ثَم وجب أن يكون ذلك الوفر محفوظاً لإقامة أود المعوزين، وأهل الحاجة الذين يتزايد عددهم بقدر وفرة الأموال. وخير البذل ما يكون في اكتساب الزلفى من الله. "السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد عن النار؛ والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار. وَلَجاهلٌ سخيّ أحبّ إلى الله من عابد بخيل" (١).

ومن أجل هذا قال أحدهم وهو يدعو: اللهم هب لنا حمداً وهب لنا مجداً. فإنه لا حمد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال. ولكون أموال الأفراد من أموال الأمة، فإن لذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل حقاً في تلك الأموال.


(١) الحديث لأبي هريرة. ٦ كتاب الزكاة، ٥ باب الإنفاق وكراهية الإمساك؛ الطيبي. شرح المشكاة: ٤/ ٧٩ - ٨٠؛ ملا علي قاري. مرقاة المفاتيح: ٤/ ٣٧٢، ١٨٦٩؛ قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة، وإلا من حديث سعيد بن محمد الكوفي الوراق، ضعفه الأئمة: ٢٨ كتاب البر، ٤٠ باب ما جاء في السخاء. تَ: ٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣، ١٩٦٠ - ١٩٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>