للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تميّز على قرنائه بما دبّجت يراعته من آراء في مقدمته لكتاب التعبئة الحربية للجنرال جوميني (١)، وبما نظم من شعر كان به أول أديب تونسي نحا فيه نحو إصلاح الاجتماع والسياسة والتنبيه إلى وسائل الرقي والتحذير من الإخلاد إلى الخمول (٢). وإن الشيخ محمد الخضر حسين ليمضي في التنويه به قائلاً: "كان شعر الرجل يدلُّ على جانب من أخلاقه وآدابه. وهو أول شعر ظهر في تونس يدعو إلى مجاراة الغربيين في العلوم والفنون والصنائع، وأول شعر كان مظهر الأسف على ما وقع فيه المسلمون من إهمال الاستعداد لخصومهم، وأول شعر يرمي إلى أغراض سياسية عالية" (٣).

ولنا على ذلك من قوافيه دلائل وشواهد، منها قصيدته الميمية المقيّدة التي يقول فيها:

فمن لم يجس خُبْراً أوروبا ومُلكَها، ... ولم يتغلغل في المصانع فهمُه

فذلك في كنه البلاهة داجن ... وفي مضجع العادات يلهيه حلمُه

ومن لزم الأوطان أصبح كالكلا ... بمنبته منماه، ثمة حطمُه

همُ غرسوا دون التمدّن فرعه الر ... رياضي والعلم الطبيعي جذمُه

أيجمل، يا أهل الحفيظة، أنهم ... يبزّوننا علماً لنا كان فخمُه (٤)

وقصيدته التي ينوّه فيها بما سيترتب على صدور عهد الأمان بتونس من آثار:

العدل عهد خلافة الإنسان ... ومداد ظل الأمن والعمران


(١) محمد الخضر حسين. تونس وجامع الزيتونة: ٨٣.
(٢) المرجع نفسه: ٨٢.
(٣) المرجع نفسه: ٨٣، ٨٥.
(٤) المرجع نفسه: ٨٥ - ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>