للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الموانع الاجتماعية فأكثرُها مبنيٌ على ما فيه صلاح المجتمع، وبعضُها يرجع إلى المعاني المعقولة، وبعضُها يرجع إلى ما تواضع عليه الناس واعتادوه فتأصّل فيهم.

مثال الأول منع مساواة الجاهل للعالِم في التصدِّي للنظر في مصالح الأمة.

ومثال الثاني منع مساواة العبيد للأحرار في قبول الشهادة.

ومعظم الموانع الاجتماعية نجده مجالاً للاجتهاد، ولا نجد فيه تحديدات شرعية إلَّا نادراً.

وأما الموانع السياسية فهي الأحوال التي تؤثر في سياسة الأمة، فتقتضي إبطالَ حكم المساواة بين أصناف أو أشخاص، أو في أحوال خاصة. كل ذلك لمصلحة من مصالح دولة الأمة. وهذا النوع من الموانع يكثر فيها اعتبار التوقيت.

فمثال الدائم منه اختصاص قريش بإمامة الأمة (١).


= وكان النساء أكثر من واحدة في كل شيء على ظاهر الآية. العبادي. الجوهرة: ٢/ ٢٩٠ - ٢٩١؛ الميداني. اللباب: ٤/ ٥٤؛ ابن رشد. البداية: ٢/ ٤٦٤.
(١) وهو ما ذهب إليه أهل السنة اعتماداً على حديث: "الأئمة من قريش" الذي سبق تخريجه، وأخذاً بإجماع الصحابة يوم السقيفة على ذلك. انظر ١٦٩/ ٢. ووجه أخذ أهل السنة بذلك - فيما يظهر - ما نبه إليه العلماء من حقائق كانت ثابتة في قريش مسلماً بها لهم. فما دامت فيهم كانوا المقدمين على غيرهم في هذا الأمر المهم.
وقد كشف عنها صاحب حجة الله البالغة في كتابه حين قال: "والسبب المقتضي لهذا أن الحق الذي أظهر الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - إنما جاء بلسان =

<<  <  ج: ص:  >  >>