للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جداً. فقد كان الناس يومئذ متخلقين بالتقوى والصدق والطاعة لولاة أمورهم. فكان الذي يتعدّى حدودَ الشريعة يأتي ممكَّناً من نفسه، كما في قضية ماعز الأسلمي إذ اعترف على نفسه بالزنا (١) *، وقضية الغامدية (٢) *. وكان الذي يدعى إلى الانتصاف لدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء من بعده لا يتردّد في الاعتراف والصدق فيما يسأل عنه غالباً، وإذا أنكر فإنما ينكر عن شبهة لعدم تحقّقه أن طالبه محق.


(١) * حديث ماعز في البخاري وغيره، وفي الموطأ في بعض الروايات أنه رجل من أسلم، وفي بعضها أن رجلاً - وقد فسروه بأنه ماعز - أنه أتى رسول الله فحدثه أنه زنى فشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله فرجم. اهـ. تع ابن عاشور.
[انظر ٢٩ كتاب الحدود، ٥ باب من اعترف على نفسه بالزنا ح ٢٢، ٢٣. مَ: ٢/ ١٣٢١ - ١٣٢٢. وماعز ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد، وفي حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر وجابر بن سمرة وبريدة بن الخطيب وابن العباس ونعيم بن هزال وأبي سعيد الخدري ونصر الأسلمي وأبي برزة. ابن حجر. الإصابة: ٣/ ٣٣٧، ع ٧٥٨٧].
(٢) * حديث الغامدية في صحيح مسلم والموطأ والبخاري: أن امرأة من غامد جاءت إلى رسول الله فأخبرته أنها زنت وهي حامل. فقال لها: "اذهبي حتى تضعي"، فلما وضعت جاءته فقال لها: "اذهبي حتى ترضعيه"، فلما أرضعته جاءت فقال: "اذهبي فاستودعيه"، فاستودعته ثم جاءت. فأمر بها فرجمت. اهـ. تع ابن عاشور.
[لم أقف عليه عند البخاري. وانظر ٢٩ كتاب الحدود، ٥ باب من اعترف على نفسه بالزنا، ح ٢٢ - ٢٤. م: ٢/ ١٣٢٢، ١٣٢٣؛ انظر ٤١ كتاب الحدود، ١ باب ما جاء في الرجم، ح ٥. طَ ١/ ٨٢١ - ٨٢٢. انظر الحديث عند ابن الطلاع، أقضية الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ١٤١ - ١٤٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>