للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بيان المراد بالشفاعة الثابتة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وذكر نظائر هذا الحديث ممّا أوردته في العديد من الأبواب كتبُ السنة مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم. وذكر السيوطي في الجامع الصغير: أن الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن أنس، ورواه الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس، والحاكم عن جابر، ورواه الطبراني عن ابن عباس، والخطيب عن ابن عمر (١).

ثانياً: بيان حكم هذه الشفاعة. وهو الثبوت على الجملة بأدلة القرآن، وبما ورد في الصحيح.

والشفاعة خمسة أقسام كما ذكر ذلك علي القاري في مرقاة المفاتيح:

١ - الشفاعة العظمى في إراحة الأمم من هول الموقف.

٢ - الشفاعة لإدخال قوم من المؤمنين الجنة بغير حساب.

٣ - الشفاعة فيمن استوجب النار ولم يدخلها وهم العتقاء.

٤ - الشفاعة لإخراج المؤمنين من النار.

٥ - الشفاعة لرفع الدرجات في الجنة عند الله.

والأقسام الأربعة الأولى: منها ما هو من اختصاص الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو الشفاعة العظمى، ومنها - وهو الثاني والثالث - ما ثبت بصحيح الأخبار التي لا معارضَ لها من مثلها، ومنها - الرابع - الذي وردت بعض صحاح الأخبار بأن الأنبياء والملائكة يشفعون هذه الشفاعة. جزم به عياض. والقسم الخامس والأخير ليس من الشفاعة على


(١) السيوطي: ٤٨٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>