للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالة الشِّبع، على تشبيه الجدب والجوع بالموت، وتشبيه الشبع والخصب بالحياة على نحو قوله تعالى: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}، وقوله سبحانه: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}.

قال ابن السيد في شرح مشكل الموطأ: والفقهاء يروونه يَحيا ويَحيَون بفتح الياءين في الفعلين. وهذا الوجه دون الأول.

أو يكون يُحيَى ويُحيَون، بضم الياءَيْن الأولين في الفعلين، وفتح الثانيتين فيهما على أنه مبني للمجهول. وهذا أضعف الوجوه (١).

* * *

١٠ - عن عطاء بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة". فقال رجل: يا رسول الله لا تخبرنا؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال مثل مقالته الأولى. فقال له رجل: لا تخبرنا يا رسول الله. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك أيضاً. فقال الرجل: لا تخبرنا يا رسول الله. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك أيضاً. ثم ذهب الرجل يقول مثل مقالته الأولى. فأسكته رجل إلى جنبه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وقاه الله شرّ اثنتين دخل الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه" (٢).

هذا الحديث من باب تقديم العلم وعرضه، أو من باب النّصيحة، أو من باب التبشير والترغيب، والظاهرة التي يتجلّى فيها هذا الخبر أنه لم يكن حديثاً يروى فحسب، أو كلاماً ينقل، ولكنه


(١) محمد الطاهر ابن عاشور. الكشف: ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٢) ٥٦ كتاب الكلام، ٥ باب ما جاء فيما يخاف من اللسان، ١١. طَ: ٢/ ٩٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>