الغرض الرابع: بناء الشعر على خطاب المرأة في الشؤون التي يليها النساء. فيكون ذلك الخطاب إخراجاً للكلام على الغربا. وأنشد على هذا قول مرّة بن عكان السعدي:
يا ربة البيت قومي غير صاغرة ... ضمّي إليك رحالَ الحيِّ والغربا
وقول الآخر (وهو من شواهد المفتاح):
أتت تشتكي منّي مزاولة القرى ... وقد رأت الأضياف ينحون منزلي
فقلت لها لمّا سمعت كلامها ... هم الضيف جِدِّي في قراهم وعجّلي
والغرض الخامس: الذي ختم به ذكر الوجوه السابقة في أسلوب العرب في توجيه الخطاب إلى المرأة هو تذكر الخليلة عند الوقوع في مأزق من تذكر النعيم عند حلول البؤس، إذ الشيء يذكر بضدّه، أو في حالة المسرّة والانبساط. ومثّل الإمام الأكبر لهذا الغرض بشواهد أربعة:
الأول: وهو أقدم ما فيه، قول عنترة:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل ... منّي وبيض الهند تقطر من دمي