للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بانوا كخود كأن رؤيتها ... بدر بدا والظلام مرتهج (١)

قال الشيخ رحمه الله: ولو اقتصر على ذلك في البيت الأول لاغتفر، لأن القصيدة إذا وقع فيها التصريع يكون المصراع الأول على وزان الثاني عروضاً وضرباً.

وتكرر هذا في قصيدته من بحر المجتث التي مطلعها:

يا مالك الناس في مسيرهم ... وفي المقام الخير من رهبه

لا تخش عذري ولا مخالفتي ... كل امرىء راجع إلى حسبه

وأصل وزنه:

مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ... مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن

كما شذّ استعماله عند المولدين تاماً. وهو غير مسموع عند العرب، سداسي يزعم فيه التمام، على نحو ما رسمه الخليل في الدائرة الرابعة، وإنما هو مجزوء وزنه:

مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن فاعلاتن

وبهذا الوزن يكون اجتثاثه من الخفيف، كقول الشاعر:

ما قاله وهو إفك ... ذو فرية وهو باغ

والتزم بشار في قصيدته هذه زحافين تخفيفاً لثقل الوزن، وهما زحاف الكف في فاعلاتن الأولى، وزحاف القبض في فاعلاتن الثانية، فصارتا في الصدر والعجز على فاعلتن (٢).

ومن هذا القسم الأخير من المقدمة المتعلق بالكشف عن بعض


(١) مهدي محمد ناصر الدين: ديوان بشار: ٢٣٣.
(٢) محمد الطاهر ابن عاشور. مقدمة ديوان بشار: ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>