إنما هو المعلم المحاضر البارع أبو بكر محمد بن عبد الملك بن السراج الشنتمري الأندلسي النحوي (١). وأن سرقات المتنبي ليست إلا قسماً من كتابه جواهر الآداب وذخائر الشعراء والكتاب. ذلك أن ابن السراج وضع كتاب الجواهر على أربعة أجزاء:
الأول منها: في ذكر الشعر وقائليه.
الثاني: في تفاصيل أنواعه بحسب معانيه واختلاف القول فيه، وتوليد المعاني وسرقاتها.
الثالث: في المنثور وما يتعلق بعمله والمختار من فصوله.
الرابع: في سرقات أبي الطيب ومشكل معانيه بداية من الورقة ١٣١/ ب - ١٤٨/ ب.
ويرجع عهد د. الداية بابن السراج إلى فترة زمنية قريبة، حقق له فيها كتابي المعيار في أوزان الأشعار، والكافي في علم القوافي. وذكر أنه وقف في ثبت مصنفاته على ذكر كتاب الجواهر. ودعاه ذلك إلى المقارنة بين السرقات والجزء الأخير من الجواهر فألفاه بعد النظر والدرس نفس الكتاب. وأن بهذا القسم الرابع من هذا الأخير إكمالَ أنقاص في الطبعة التونسية لسرقات المتنبي المنسوب خطأ لابن بسام النحوي. وقد نبّه المحقق إلى هذه الأنقاص في مقدمته بقوله:"وبهذه النسخة نقص في موضعين: أحدهما يقدر بورقة بعد ورقة ١٩، والثاني بمقدار ورقتين بعد ورقة ٢٦".
كما أن بالنسخة المطبوعة للقسم الرابع من الجواهر استدراكاً لخرم وقع بمخطوطة الأسكوريال من آخر صفحة ١٢ إلى أواخر