للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالإنْسَانِ، وَلِذلِكَ قَال الأعْشَى (١):

فَلَا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لَكَ نِعْمَةً ... عَلَى شَاهِدِي يَا شَاهِدَ اللهَ فَأشْهَدِ

عَنَى بالشَّاهِدِ: لِسَانَهُ، وَبِشَاهدِ اللهِ: المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ. وَقَال يَمْدَحُ الأشْعَثَ بنَ قَيسٍ (٢):

وَمَا أَيبُلِيٌّ عَلَى هَيكَلٍ ... بَنَاهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا

بِأَعْظَمَ مِنْهُ تُقًى فِي الحِسَا ... بِ إِذَا النَّسَمَاتُ نَفَضْنَ الغُبَارَا

أَرَادَ: قِيَامَ النَّاسِ يَنْفُضُوْنَ التُّرَابَ مِنْ عَلَى رُؤُوْسِهِمْ.

وَقَال حَاتِمٌ الطَّائِيُّ (٣):

أَمَا والَّذِي لَا يَعْلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ ... ويُحْيِي العِظَامَ البِيضَ وَهْيَ رَمِيمُ

لَقَدْ كُنْتُ أَخْتَارُ القِرَى طِاويَ الحَشَا ... مَحَافَظَةً مِنْ أَنْ يُقَال لَئِيمُ


= يبقَ إلَّا أفرادٌ يعرفون بأعيانهم لديهم الاعتقاد الصَّحيح المشوب بشرك واعتقاد آخر يفسده أيضًا عند بعضهم، وَأَوْرَدْتُ ذلك كله لئلا يُفهم كلام المؤلِّف على علاته فيظن به على غير مقصده، والله تعالى أعلم.
(١) ديوانه "الصُّبح المنير" (١٣٣)، وكذا هو في الصِّحاح للجوهري، واللِّسان (شهد) ورواية الديوان "على شهيد شاهد الله".
(٢) ديوانه "الصُّبح المنير (٤٠، ٤١)، وهما في الدِّيوان غير متوليين بينهما قوله:
يُرَاوحُ مِنْ صَلَواتِ المَلِيـ ... ـكِ طَوْرًا سُجُوْدَا وَطَوْرًا جُؤَارَا
قَال شَارِح الدِّيوَان: "قَال أَبُو عُبَيدَةَ: أَي صَاحب أَيبَلٍ، وَهِيَ عَصَا النَّاس النَّاقُوس. وصلَّب فيه صوَّر فيه القلب، وصار: سكن".
(٣) ديوانه (١٧٥).