للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُعْجَمَةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ. وَقَوْلُهُ: "كَأَنَّمَا شَفَّ وَجْهِهَا نزَفُ" أَي: إِنَّهَا لَيسَتْ بِجَهْمَةِ الوَجْهِ، وَلكِنَّهَا قَلِيلَةُ لَحْمِ الوَجْهِ، كَأَنَّ دَمَهَا قَدْ نَزِفَ، وَكَانُوا يَسْتَحْسِنُوْنَ ذلِكَ، ولِذلِكَ كَانُوا يَسْتَحْسِنُوْنَ غَوْرَ العَينِ ويَكْرَهُوْنَ جُحُوْطهَا. وشَكُوْلٌ: جَمْعُ شَكْل، والقَصْدُ: المُعْتَدِلُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ. والجَبْلَةُ: العَظِيمَةُ الخَلْقِ، والقَضَفُ: الضعِيفَةُ الدَّقِيقَةُ، أَرَادَ: الاعْتِدَال فِي الخَلْقِ، لَا طَويلَةٌ وَلَا قَصِيرَةٌ، ولَا سَمِينَةٌ وَلَا هَزِيلَةٌ. والغَلْغَلَةُ والتَّغَلْغُلُ في كَلَامِ العَرَبِ: الإفْرَاطُ والوُصُوْلُ إِلَى الغَايَةِ، يُقَالُ: تَغَلْغَلَ المَاءُ بَينَ الشَّجَرِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ (١):

تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ فِي فُؤَادِي ... فَبَادِيةِ مَعَ الخَافِي يَسِيرُ

تَغَلْغَلَ حَيثُ لَمْ يَبْلُغْ شَرَابٌ ... وَلَا حَزَنٌ وَلَمْ يَبْلُغْ سُرُوْرُ

- وَرَوَي: "لَا يَدْخُلْ هَؤُلَاءِ عَلَيكُمْ" أَرَادَ: عُمُوْمَ النَّهْيِ لِنِسَائِهِ (٢) وَلِغَيرِهِنَّ مِنْ كُلِّ مَنْ لَهُ أَهْلٌ، أَنْ لَا يَدْخُلَ مُخَنَّثٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا اشْتَمَلَ نَهْيُهُ عَلَى الرِّجَالِ والنِّسَاءِ غَلَّبَ المُذَكَّرَ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ جَرِير (٣):


= "تَعْتَرِقُ بالعين المُهملةِ، فنُسِبَ في ذلك إلى التَّصْحِيفِ. قال: الزَّمخشري في "الفائق": وقد رَوَاهُ ابنُ دُرَيدِ بالعين ذَاهبًا إِلَى أنَّهَا تَسْبِقُ العين فلا تَقْدِرُ على استِيفَاءِ مَحَاسِنِهَا، فنُسِبَ في ذلِكَ إلى التَّصْحِيفِ، فَقَال فيه المُفَجَّعُ:
ألَسْتَ قِدْمًا جَعَلْتَ (تَعْتَرقِ الـ ... ـطَّرْفَ) بجَهْلٍ مَكَانَ تَغْتَرقُ
وَقُلْتَ (كَانَ الخِبَاءُ مِنْ أَدَمِ) ... وَهْوَ حِبَاءٌ يُهْدَى ويُصْطَدَقُ
(١) الأول منهما في اللِّسان (غلل). ولم ينسبه.
(٢) جاء في هامش نسخة "الاقتضاب" لليَفْرَنِيِّ: "قَال القَاضي أَبُو الوَليد هشام بن أَحْمَد: "لا يدخلنَّ هؤلاءِ عليكم، وإِنَّمَا خَاطَبَ نسائَهُ خارج عن وضعه ... ".
(٣) ديوان جرير (١/ ٩١)، والأبيات مطلع قصيدة في مدح عبد الملك بن مروان وهجاء الأخطل =